أضعافها. ويسأله كذلك بحق إلهيته التي تفرد بها وتنزه عن أن يكون له شريك فيها ، فليس معه إله غيره ، بل كل ما عبد سواه فعبادته محض الباطل وعين الضلال والافتراء من العرش إلى الفرش ، وبه وحده العوذ والتحصن من كل شر وسوء ، وهو الملاذ لعبده من كل خوف ومكروه. وهو الغياث لكل مكروب وملهوف ، فمن غيره للمضطر يسمعه ويجيب دعوته مع عصيانه ومخالفته.
ثم قال بعد هذه التوسلات القوية التي تزيح الجبال من أماكنها ، إنّا قد توجهنا أليك بحاجة فيها حبك ورضاك ، وطالبها أحق بعونك من كل من دعاك ، فاجعل قضاءها من جملة النعم التي أوليتها في جميع الأوقات.
* * *
أنصر كتابك والرسول ودينك ال |
|
عالي الذي أنزلت بالبرهان |
واخترته دينا لنفسك واصطفي |
|
ت مقيمه من أمة الإنسان |
ورضيته دينا لمن ترضاه من |
|
هذا الورى هو قيم الأديان |
وأقر عين رسولك المبعوث بال |
|
دين الحنيف بنصره المتدان |
وانصره بالنصر العزيز كمثل ما |
|
قد كنت تنصره بكل زمان |
يا رب وانصر خير حزبينا على |
|
حزب الضلال وعسكر الشيطان |
يا رب واجعل شر حزبينا فدى |
|
لخيارهم ولعسكر القرآن |
يا رب واجعل حزبك المنصور أه |
|
ل تراحم وتواصل وتدان |
يا رب وارحمهم من البدع التي |
|
قد أحدثت في الدين كل زمان |
يا رب جنبهم طرائقها التي |
|
تفضي بسالكها إلى النيران |
يا رب واهدهم بنور الوحي كي |
|
يصلوا أليك فيظفروا بجنان |
يا رب كن لهم وليا ناصرا |
|
واحفظهم من فتنة الفتان |
وانصرهم يا رب بالحق الذي |
|
أنزلته يا منزل القرآن |
الشرح : هذه هي الحاجة التي يريد المؤلف من الله عزوجل قضاءها ، وهي أن ينصر كتابه المبين ، فيقيض له من يظهر حججه ويوضح أغراضه ومقاصده ،