يرتكب من المعاصي على ظهرها ، فنسأله سبحانه أن يعفو عنا بمنه وكرمه.
* * *
وهو الصبور على أذى أعدائه |
|
شتموه بل نسبوه للبهتان |
قالوا له ولد وليس يعيدنا |
|
شتما وتكذيبا من الإنسان |
هذا وذاك بسمعه وبعلمه |
|
لو شاء عاجلهم بكل هوان |
لكن يعافيهم ويرزقهم وهم |
|
يؤذونه بالشرك والكفران |
الشرح : ومن أسمائه الحسنى (الصبور) وهو مبالغة من صابر ، ومعنى الصبر حبس النفس على ما تكره ، وضده الجزع ، وهو في حق الله تعالى معناه حلمه على أعدائه مع ارتكابهم ما يوجب غضبه ، من شتمه وتكذيبه وتكذيب رسله ومعاندتهم لآياته ومحاربتهم لدينه وشرعه ، وهو لا يزال يتابع عليهم نعمه ويدر عليهم أخلاف رزقه ، وصبره تعالى أكمل صبر ، لأنه عن كمال قدرة ، وكمال غنى عن الخلق ، وكمال رحمة وإحسان.
وقد فسر المؤلف هذا الاسم الكريم بما ورد به الحديث الصحيح من قوله صلىاللهعليهوسلم : «لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله ، يجعلون له الولد ، وهو يعافيهم ويرزقهم».
وبما ثبت أيضا في الصحيح من قوله تعالى في الحديث القدسي : «كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني وليس أول الخلق بأهون عليّ من إعادته. وأما شتمه إياي فقوله : إن لي ولدا ، وأنا الواحد الأحد الفرد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد».
ومن أجل أنه سبحانه صبور فهو يجب الصابرين من عباده ويعينهم في كل أمورهم ، وسيوفيهم أجرهم بغير حساب.
* * *