منها : حديث كعب الأحبار اليهودي وقراءته اثنين وسبعين كتابا نازلا من السماء ، وفي جميعها ذكر مولد النبيّ ومواليد عترته. (١) إلى آخر ما أسلفناه في مقدّمة الفصل.
* * *
وحديث آخر أغرب ، حدّث به هشام الدستوائي نقلا عن ابن شمر عن جابر الجعفي عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، أنّه كان يحدّث أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهالسلام بمكّة عند الحجر ، ويقول : سمعت أبي يقول : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إنّ الله عزوجل أوحى إليّ ليلة اسري بي قال : يا محمّد! أتحبّ أن ترى أسماء الأئمّة من أهل بيتك؟ قلت : نعم. قال : تقدّم أمامك ، فتقدّمت فإذا : علي ، والحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعلي بن موسى ، ومحمد بن علي ، وعلي بن محمد ، والحسن بن علي ، والحجّة القائم ، كأنّه كوكب درّي في وسطهم. فقلت يا ربّ من هؤلاء؟ فقال : هؤلاء الأئمّة!
قال جابر : فلمّا انصرف سالم تبعته وقلت له : انشدك بالله هل أخبرك أحد غير أبيك بهذه الأسماء؟ قال : أمّا الحديث من رسول الله صلىاللهعليهوآله فلا. ولكنّي كنت مع ابيّ عند كعب الأحبار ، فسمعته يقول : إنّ الأئمّة من هذه الامّة على عدد نقباء بني إسرائيل. إذ أقبل علي بن أبي طالب ، فقال كعب : هذا المقفى أوّلهم وأحد عشر من ولده ، وسمّاهم كعب بأسمائهم في التوراة هكذا :
(تقوبيت. قيذو ، دبيرا ، مفسورا ، مسموعا ، دوموه ، مشيو ، هذار ، يثمو ، بطور ، نوقس ، قيذمو).
قال هشام الدستوائي : لقيت يهوديا بالحيرة يقال له : «عثّوبن اوسو» وكان حبرا ، فتلوت عليه هذه الأسماء ، فقال : هذه نعوت وأوصاف لأقوام بالعبرانية صحيحة نجدها عندنا في التوراة. ثم جعل يفسّرها ، قال : أمّا تقوبيت ، فهو أوّل الأوصياء ، لآخر الأنبياء. وأمّا قيذو ، فهو ثاني الأوصياء. وأمّا دبيرا ، فهو سيّد الشهداء. وأمّا مفسورا ، فهو سيّد
__________________
(١) ـ فصل الخطاب ، ص ١٨٣ ـ ٢٠٩.