عليه جمهور المسلمين. وقد تعرّضنا لها نقدا وتحليلا ، واحدة واحدة فلا نعيد. (١)
والغريب أنّه نقل مزعومة سورة الولاية بكاملتها عن كتاب دبستان المذاهب ، (٢) وجعلها من روايات المخالفين في هذا الباب. وأخيرا حاول إثبات وجود الإشارة إليها في كتب الخاصة قال ـ عند ما ينتهي من نقلها ـ : ظاهر كلام صاحب الدبستان أنّه أخذها من كتب الشيعة ، ولم أجد لها أثرا فيها. غير أنّ ابن شهر آشوب ذكر في كتاب المثالب ـ على ما حكي عنه ـ أنّهم أسقطوا من القرآن تمام سورة الولاية. ولعلّها هذه السورة ، والله العالم. (٣) وقد تكلّمنا عن كتاب المثالب والحكاية عنه. (٤)
* * *
وتاسعا : إنّ الله تبارك وتعالى قد ذكر أسامي أوصياء خاتم النبيين وابنته الصدّيقة الطاهرة عليهمالسلام وبعض شمائلهم وصفاتهم في تمام الكتب المباركة التي أنزلها على رسله ، إمّا لعناية بتلك الامم ليتبرّكوا بتلك الأسامي ويجعلوها وسيلة لإنجاح سؤلهم وكشف ضرّهم ، أو لارتفاع قدرهم وإعلاء شأنهم بذكرهم قبل ظهورهم بهذه الأوصاف. إذن فكيف يحتمل المنصف أن يهمل الله تعالى ذكرهم في القرآن المهيمن على سائر الكتب والباقي على مرّ الدهور ، فلا يعرّفهم لامّة نبيّه الذين هم أشرف الامم والعناية بهم أكثر ، ورفع قدرهم وإعلاء ذكرهم بدرج صفاتهم ونعوتهم في القرآن أظهر. وهذا أهمّ من غيره من الواجبات التي تكرّر ذكرها في الكتاب الكريم.
قال : وهذا الوجه وإن كان مجرّد استبعاد ، إلّا أنّ مرجعه حقيقة إلى الاستقراء التام أو إلى تنقيح المناط القطعي.
قال : وهذا الاستبعاد أحسن من استبعاد الناكرين للتحريف بحجة أنّ شدّة اهتمام الصحابة في حفظه وحراسته تمنع من احتمال وقوع التحريف في الكتاب!
قال : وعلى أي تقدير فالواجب هو ذكر سند الدليل ، وهي عدّة روايات :
__________________
(١) ـ راجع ما أسلفنا بشأن الحشويّة.
(٢) ـ فصل الخطاب ، ص ١٧٩ ـ ١٨٠.
(٣) ـ المصدر ، ص ١٨٠.
(٤) ـ عند الكلام عن مزاعم الحشويّة برقم ٢٦.