قتلونا وطردونا ... (١) ولكن النسخ «حرّقوني» بالقاف.
٣ ـ محمّد بن قولويه بإسناده عن الحسن بن عطيّة عن أبي عبد الله عليهالسلام : اللهمّ العن الذين كذّبوا رسلك ، وهدموا كعبتك ، وحرّفوا كتابك. (٢)
والروايات من هذا القبيل كثيرة فلا نتكرّر بذكر الأمثال.
لكن تقدّم : أنّ التحريف في اللغة وفي مصطلح الشرع (في الكتاب والسنّة) يراد به التحريف المعنوي ، أي التفسير بغير الوجه المعبّر عنه بالتأويل الباطل.
وتقدّم الحديث عن الإمام الباقر عليهالسلام في رسالته إلى سعد الخير : وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرّفوا حدوده ... (٣)
ويشهد لذلك ما ورد عنه عليهالسلام في تنويع القارئين للقرآن : ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيّع حدوده ... (٤) فجاء استعمال التضييع موضع التحريف. وتضييع حدود القرآن هو تركها وعدم العمل وفقها. كما كان المراد من تحريفها : عدم وضعها في موضعها. لأنّه مأخوذ من الحرف بمعنى الجانب.
وفي حديث الحسن بن موسى الخشاب يرفعه إلى الصادق عليهالسلام : وذلك أنّهم بتّروا القرآن وأبطلوا السنن وعطّلوا الأحكام ... (٥) فجاء «التبتير» موضع «التحريف». لأنّ القرآن إذا لم يعمل به فقد هجر وبتّر.
وقرينة اخرى في نفس الروايات المتقدّمة : قرن تحريف القرآن بهدم الكعبة وتعطيل المساجد ممّا لا يراد المعنى الحقيقي ، وإنّما هو بفقد حجيج يريدون وجه الله. وخلوّ المساجد عن أهل اليقين في عبادة الله!
هذا ، ولكن محدّثنا النوري تراه مصرّا على إرادة «التحريف» المصطلح (تحريف اللفظ) من لفظ الروايات. قال : ففي روايات الباب (التي سردها دليلا على تحريف
__________________
(١) ـ خصال الصدوق ، باب الثلاثة ، برقم ٢٣٢ ، ص ١٧٤.
(٢) ـ كامل الزيارات ، باب ٧٩ ، ص ١٩٧.
(٣) ـ الكافي ، ج ٨ ، ص ٥٣ ، رقم ١٦.
(٤) ـ المصدر ، ج ٢ ، ص ٦٢٧ ، رقم ١.
(٥) ـ تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٥ ، رقم ٧.