ذلك. وأنّه كان مجموعا مؤلّفا في عهده صلىاللهعليهوآله ، وحفظه ونقله الوف من الصحابة. ويظهر القرآن ويشهر بهذا الترتيب عند ظهور الإمام الثاني عشر عجلّ الله تعالى فرجه.
قال : والشرذمة القليلة التي قالت بوقوع التغيير فقولهم مردود عندهم ولا اعتداد بهم فيما بينهم.
قال : وبعض الأخبار الضعيفة التي رويت في مذهبهم لا يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحّته.
قال : وهو حقّ ، لأنّ خبر الواحد لا يقتضي علما فيجب ردّه إذا خالف الأدلّة القاطعة ، على ما صرّح به ابن المطهّر الحلّي (العلّامة) في مبادئ الوصول إلى علم الاصول ... (١)
قال : وفي تفسير «الصراط المستقيم» الذي هو تفسير معتبر عند علماء الشيعة ، في تفسير قوله تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (٢) أي لحافظون له من التحريف والتبديل والزيادة والنقصان. (٣)
* * *
ومن الأساتذة المعاصرين الدكتور محمد عبد الله درّاز أيضا يشهد بنزاهة ساحة الشيعة الإمامية عن القول بالتحريف ، يقول : ومهما يكن من أمر فإنّ هذا المصحف هو الوحيد المتداول في العالم الإسلامي ـ بما فيه فرق الشيعة ـ منذ ثلاثة عشر قرنا من الزمان. ونذكر هنا رأي الشيعة الإمامية (أهمّ فرق الشيعة) ، كما ورد بكتاب أبي جعفر (الصدوق) : «إنّ اعتقادنا في جملة القرآن الذي أوحى به الله تعالى إلى نبيّه محمّد صلىاللهعليهوآله هو كلّ ما تحتويه دفّتا المصحف المتداول بين الناس لا أكثر ... أمّا من ينسب إلينا الاعتقاد في أنّ القرآن أكثر من هذا فهو كاذب».
قال الاستاذ : وبناء على ذلك أكّد «لوبلو» أنّ القرآن هو اليوم الكتاب الرّباني الذي ليس فيه أيّ تغيير يذكر ... وكان «وموير» قد أعلن ذلك قبله ... فلم يوجد إلّا قرآن واحد
__________________
(١) ـ الفصول المهمّة ، ص ١٦٤ ـ ١٦٦.
(٢) ـ الحجر ١٥ : ٩.
(٣) ـ إظهار الحقّ (تحقيق الدسوقي) ، ج ٢ ، ص ٢٠٦ ـ ٢٠٩.