لجميع الفرق الإسلامية المتنازعة. (١)
ونقل عن مقال لميرزا إسكندر كاظم : إنّ سورة النورين (٢) موضوعة بلا شكّ ، وأنّ هذا العالم الجليل قد أثبت أنّ هذه السورة المزعومة لا يوجد لها أثر في مصحف الشيعة ، فضلا عن أنّه لم يرد ذكرها في مؤلّفاتهم الخاصّة بمجادلاتهم التقليديّة ... وتكفي قراءة هذه المقطوعة التي لا تعدو أن تكون تراكما ركيكا من العبارات والكلمات المسروقة من القرآن ، لنتبيّن التعارض الشديد بينها وبين أناقة الاسلوب القرآني وتناسقه. (٣)
* * *
وهكذا فضيلة الاستاذ الشيخ محمد محمد المدني عميد كلّية الشريعة بالجامعة الأزهرية يقول : وأمّا أنّ الإمامية يعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله! وإنّما هي روايات رويت في كتبهم ، كما روي مثلها في كتبنا ، وأهل التحقيق من الفريقين قد زيّفوها وبيّنوا بطلانها ، وليس في الشيعة الإمامية أو الزيدية من يعتقد ذلك ، كما أنّه ليس في السنّة من يعتقده.
ويستطيع من شاء أن يرجع إلى مثل كتاب «الإتقان» للسيوطي ليرى فيه أمثال هذه الروايات التي نضرب عنها صفحا.
قال : وقد ألّف أحد المصريين (٤) في سنة ١٩٤٨ م كتابا اسمه «الفرقان» حشّاه بكثير من أمثال هذه الروايات السقيمة المدخولة المرفوضة ، ناقلا لها عن الكتب والمصادر عند أهل السنّة. وقد طلب الأزهر من الحكومة مصادرة هذا الكتاب بعد أن بيّن بالدليل والبحث العلمي أوجه البطلان والفساد فيه ، فاستجابت الحكومة لهذا الطلب وصادرت الكتاب ، فرفع صاحبه دعوى يطلب فيها تعويضا ، فحكم القضاء الإداري في مجلس الدولة برفضها.
أفيقال : إنّ أهل السنّة ينكرون قداسة القرآن؟ أو يعتقدون نقص القرآن لرواية رواها
__________________
(١) ـ مدخل إلى القرآن الكريم ، ص ٣٩ ـ ٤٠.
(٢) ـ التي نشرها «جارسين دى تاسى».
(٣) ـ بهامش المدخل ، ص ٤٠.
(٤) ـ هو ابن الخطيب محمد محمد عبد اللّطيف الآتي ذكره.