فلان؟ أو لكتاب ألّفه فلان؟
فكذلك الشيعة الإمامية ، إنّما هي روايات في بعض كتبهم كالروايات التي في بعض كتبنا. وفي ذلك يقول الإمام العلّامة السعيد أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي ـ من كبار علماء الإمامية في القرن السادس الهجري في كتابه «مجمع البيان لعلوم القرآن» ، وهو بصدد الكلام عن الروايات الضعيفة التي تزعم أنّ نقصا مّا دخل القرآن ـ يقول هذا الإمام ما نصّه : روى جماعة من أصحابنا وقوم من حشويّة العامّة أنّ في القرآن تغييرا ونقصانا ، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه ، وهو الذي نصره المرتضى قدسسره ، واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء ...
وينقل كلام العلّامة الطبرسي بتمامه ، حسبما نقلناه آنفا ، ثمّ يعقّبه بقوله : فهذا كلام صريح واضح الدلالة على أنّ الإمامية كغيرهم في اعتقاد أنّ القرآن لم يضع منه حرف واحد ، وإنّ من قال بذلك فإنّما يستند إلى روايات ظنّها صحيحة وهي باطلة.
قال : وقد كتب فضيلة الاستاذ الشيخ محمّد جواد مغنية ـ وهو من كبار علماء الشيعة الإمامية بلبنان ، وقد ولّي مناصب القضاء حتّى وصل إلى رئاسة المحكمة الشرعية العليا ـ كتب فضيلته يقول :
«الفت نظر من يحتجّ على الشيعة ببعض الأحاديث الموجودة في كتب بعض علمائهم. الفت نظره إلى أنّ الشيعة تعتقد أنّ كتب الحديث الموجودة في مكاتباتهم ـ ومنها الكافي ، والاستبصار ، والتهذيب ، ومن لا يحضره الفقيه ـ فيها الصحيح والضعيف ، وأنّ كتب الفقه التي ألّفها علماؤهم فيها الخطأ والصواب ، فليس عند الشيعة كتاب يؤمنون بأنّ كلّ ما فيه حقّ وصواب ـ من أوّله إلى آخره ـ غير القرآن الكريم ، فالأحاديث الموجودة في كتب الشيعة لا تكون حجّة على مذهبهم ، ولا على أيّ شيعيّ بصفته المذهبية الشيعية ، وإنّما يكون الحديث حجّة على الشيعي الذي ثبت عنده الحديث بصفته الشخصية ، وهذه نتيجة طبيعية لفتح باب الاجتهاد لكلّ من له الأهلية ، فإنّ الاجتهاد يكون في صحّة السند وضعفه ، كما يكون في استخراج الحكم من آية أو رواية. ولا اغالي