إذا قلت : إنّ الاعتقاد بوجود الكذب والدسّ بين الأحاديث ضرورة من ضرورات دين الإسلام ، من غير فرق بين مذهب ومذهب ، حيث اتّفقت على ذلك كلمة جميع المذاهب الإسلامية». (١)
* * *
ويقول الدكتور محمد التيجاني السماوي :
«ولو جبنا بلاد المسلمين شرقا وغربا شمالا وجنوبا وفي كلّ بقاع الدنيا فسوف نجد نفس القرآن بدون زيادة ولا نقصان ، وإن اختلف المسلمون إلى مذاهب وفرق وملل ونحل ، فالقرآن هو الحافز الوحيد الذي يجمعهم ولا يختلف فيه من الامّة اثنان ... وما ينسب إلى الشيعة من القول بالتحريف هو مجرّد تشنيع وتهويل ، وليس له في معتقدات الشيعة وجود.
وإذا ما قرأنا عقيدة الشيعة في القرآن الكريم فسوف نجد إجماعهم على تنزيه كتاب الله من كلّ تحريف.
وبعد هذا ، فكلّ بلاد الشيعة معروفة وأحكامهم في الفقه معلومة لدى الجميع ، فلو كان عندهم قرآن غير الذي عندنا لعلمه الناس. وأتذكّر أنّي عند ما زرت بلاد الشيعة للمرّة الاولى كان في ذهني بعض هذه الإشاعات ، فكنت كلّما رأيت مجلّدا ضخما تناولته علّني أعثر على هذا القرآن المزعوم ، ولكن سرعان ما تبخّر هذا الوهم وعرفت فيما بعد أنّها إحدى التشنيعات المكذوبة لينفّروا الناس من الشيعة.
ولكن يبقى هناك دائما من يشنّع ويحتجّ على الشيعة بكتاب اسمه «فصل الخطاب في تحريف الكتاب» ومؤلّفه محمد تقي النوري الطبرسي المتوفّى سنة ١٣٢٠ هجرية وهو شيعي ، ويريد هؤلاء المتحاملون أن يحمّلوا الشيعة مسؤولية هذا الكتاب! وهذا غير إنصاف! فكم من كتب كتبت وهي لا تعبّر في الحقيقة إلّا عن رأي كاتبها ومؤلّفها ، ويكون
__________________
(١) ـ مجلة رسالة الإسلام ، الصادرة عن دار التقريب بين المذاهب الإسلامية ـ القاهرة ـ السنة ١١ ، العدد ٤٤ ، ص ٣٨٢ ـ ٣٨٥.