فيها الغثّ والسمين ، وفيها الحقّ والباطل ، وتحمل في طيّها الخطأ والصواب ، ونجد ذلك عند كلّ الفرق الإسلامية ولا يختصّ بالشيعة دون سواها ، وهو في الواقع ألصق وأقرب بأهل السنّة والجماعة منه إلى الشيعة! (١) أفيجوز لنا أن نحمّل أهل السنّة والجماعة مسؤولية ما كتبه وزير الثقافة المصري وعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بخصوص القرآن والشعر الجاهلي؟! أو ما رواه البخاري وهو صحيح عندهم ، من نقص في القرآن وزيادة؟ وكذلك صحيح مسلم وغيره؟
ثمّ نقل مقال الاستاذ محمد المدني ، وأخيرا قال : وحتّى يتبيّن لك أيّها القارئ أنّ هذه التهمة (تهمة القول بالتحريف) هي أقرب لأهل السنّة منها إلى الشيعة ، وحتّى تعرف بأنّ أهل السنّة يرمون غيرهم بما هو فيهم ... وتعرف الدليل من كتب أهل السنّة ما يقنعك بأنّهم هم القائلون بتحريف القرآن ، وأنّه نقص منه وزيد فيه ... اقدّم لك ما يلي.
فجعل يذكر روايات التحريف التي رواها أهل الحشو من أهل السنّة وأثبتها كتب الصحاح المعروفة ، حسبما نذكر شطرا منها في فصل قادم إن شاء الله.
ثمّ قال : فإذا كانت كتب أهل السنّة والجماعة ومسانيدهم وصحاحهم مشحونة بمثل هذه الروايات ـ التي تدّعي بأنّ القرآن ناقص مرّة وزائد اخرى ـ فلماذا هذا التشنيع على الشيعة الذين أجمعوا على بطلان هذا الادّعاء؟!
والمهمّ في كلّ هذا أنّ علماء السنّة وعلماء الشيعة من المحقّقين قد أبطلوا مثل هذه الروايات واعتبروها شاذّة ، وأثبتوا بالأدلّة المقنعة بأنّ القرآن الذي بأيدينا هو نفس القرآن الذي انزل على نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله وليس فيه زيادة ولا نقصان ولا تبديل ولا تغيير ، فكيف يشنّع أهل السنّة والجماعة على الشيعة من أجل روايات ساقطة عندهم ، ويبرّئون أنفسهم ، بينما صحاحهم تثبت صحّة تلك الروايات؟!». (٢)
__________________
(١) ـ قال التيجاني في الهامش : لأنّ كتاب «فصل الخطاب» لا يعدّ شيئا عند الشيعة ، بينما روايات نقص القرآن والزيادة فيه أخرجها صحاح أهل السنّة والجماعة أمثال البخاري ومسلم ومسند الإمام أحمد.
(٢) ـ التيجاني في كتابه «لأكون مع الصادقين» ، ص ٢٥٩ ـ ٢٧١.