على زيادات وتغييرات هامّة بالنسبة إلى الذي جاء به محمّد صلىاللهعليهوآله. كما استؤصلت فيه أيضا من جانب آخر قطع هامّة من القرآن الصحيح بالإبعاد والحذف.
قال : ويسود الميل عند الشيعة ـ على وجه العموم ـ إلى أنّ القرآن الكامل الذي أنزله الله كان أطول كثيرا من القرآن المتداول في جميع الأيدي.
ويضيف قائلا : إنّهم يعتقدون من سورة الأحزاب (وهي تشتمل على ٧٣ آية) أنّها كانت تعدل سورة البقرة المشتملة على ٢٨٦ آية. وسورة النور (تشتمل على ٦٤ آية) كانت تحتوي على أكثر من ١٠٠ آية. وسورة الحجر (٩٩ آية) كانت ١٩٠ آية.
وزاد شناعة قوله : وحديثا وجدت في مكتبة «بانكيبور» بالهند نسخة من القرآن تشتمل على سور ساقطة من مصحف عثمان ، منها : سورة نشرها «جارسان دى تاسى» وهي سورة النورين (٤١ آية). وسورة اخرى شيعيّة ، ذات سبع آيات ، وهي سورة الولاية. وكلّ هذه الزيادات الشيعيّة نشرها «كلير تدال» باللغة الإنجليزية.
قال : وكلّ ذلك يدلّ على استمرار افتراض الشيعة حصول نقص غير قليل في نصّ القرآن العثماني بالنسبة إلى المصحف الأصلي الصحيح. (١)
هذا ، وقد جعل من كتابين منسوبين إلى الشيعة ، موضوعهما التفسير ـ أحدهما على نهج التأويل الصوفي ، والآخر التفسير بالمأثور ـ موضع دراسته لآراء الشيعة ـ على وجه العموم ـ في التفسير. في حين أنّهما لا يمسّان عقائد الطائفة ، بل وساقطان ـ لديهم ـ عن درجة الاعتبار إلى حدّ ما.
أحدهما : كتاب «بيان السعادة في مقامات العبادة» من وضع قطب من أقطاب الصوفيّة ، هو : سلطان محمد بن حيدر البيدختي الگنابادي ، زعيم فرقة «نعمة اللهي» الملقّب ـ في الطريقة ـ ب «سلطان علي شاه». كان من مواليد سنة ١٢٥١ ه ق. وقد فرغ من تأليفه عام ١٣١١ وطبع الكتاب لأوّل مرّة في طهران عام ١٣١٤. ونسخ الكتاب مبذولة يجدها الطالب في عامّة المكتبات.
__________________
(١) ـ راجع كتابه مذاهب التفسير ، صفحات ٢٩٣ ـ ٢٩٥ و ٣٠٤.