ولا محالة يكون ذلك بانقطاع الناقص ، ويلزم منه (١) انقطاع التام لأنه لا يزيد عليه إلا بذراع ، وقد مرّ في إبطال التسلسل ما على هذا البرهان من الاعتراضات والأجوبة فلا معنى للإعادة.
[قال (ومبنى الأول)
على نفي الجزء ، والثاني على أن يكون اللاتناهي من جهات ، والثالث على مقدمات واهية].
أي برهان المسامتة على نفي الجوهر الفرد (٢) ليصح انقسام الحركة والزاوية إلى غير النهاية ، ومبنى البرهان السلمي على أن يكون لا تناهي البعد من جهات حتى نفرض انفراج ساقي المثلث لا إلى نهاية ، بل في الترسى (٣) لا بد من فرض اللاتناهي في جميع الجهات ، وكان طرق السلمى مبنية على طريق إلزام القائلين بلا تناهي الأبعاد في جميع الجهات ، (وكان طرق) ومبنى برهان التطبيق على مقدمات ضعيفة سبقت الإشارة إليها في إبطال التسلسل مثل اقتدار الوهم على التطبيق ، ومثل استلزام وقوع ذراع بإزاء ذراع للتساوي ، ومثل اختصاص ذلك بما له وضع وترتيب ليحصل التفصي عن النقض بمراتب الأعداد ، وحركات الأفلاك.
[قال (وقد كثرت الوجوه)
بتصرف في الثلاثة].
أي وجوه الاستدلال على تناهي الأبعاد بتصرف في البراهين الثلاثة ، واستعانة
__________________
(١) سقط من (ب) لفظ (منه)
(٢) يطلق الجوهر عند الفلاسفة على معان : منها الموجود القائم بنفسه حادثا كان أو قديما ويقابله العرض ، ومنها الذات القابلة لتوارد الصفات المتضادة عليها ، ومنها الماهية التي اذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضوع ، ومنها الموجود الغني عن محل يحل فيه.
قال ابن سينا : الجوهر هو كل ما وجود ذاته ليس في موضوع أي في محل قريب قد قام بنفسه دونه لا بتقويمه. (النجاة ص ١٢٦) والجوهر عند المتكلمين هو الجوهر الفرد المتميز الذي لا ينقسم ، أما المنقسم فيسمونه جسما لا جوهرا ولهذا السبب يمتنعون عن إطلاق اسم الجوهر على المبدأ الأول.
(٣) في (ب) التحف بدلا من (الترسي)