قال (وعند المعتزلة)
[هو الطويل العريض العميق ، وهذا التعريف بالخاصة اللازمة الشاملة ، بناء على أن المراد قبول تلك الأبعاد على الإطلاق ، فلا يضر انتفاؤها بالفعل كما في الكرة ، ولا تبدلها مع بقاء الجسمية كما في الشمعة ، على أن ذلك عندهم عائد إلى ترتيب الأجزاء من غير إثبات المقادير زائدة على الجسمية ، وهذا جعلوه خالية (١) بدون افتقار إلى ذكر الجوهر ، وأما قيد العرض والعمق ، فاحتراز عن المركب ، الذي هو واسطة بين الجسم والجوهر الفرد ، وذلك بأن يكون تركب أجزائه على سمت أو سمتين فقط ، أو يكون عددها أقل من أدنى ما يتركب منه الجسم أعني ثمانية أو ستة أو أربعة على اختلافهم في ذلك].
المشهور بينهم في تعريف الجسم أنه الطويل العريض العميق ، ولا نزاع لهم في أن هذا ليس بحد بل رسم بالخاصة ، ومبني كونها خاصة ، على أنهم لا يثبتون الجسم التعليمي الذي هو كم له الأبعاد الثلاثة لتكون هذه عرضا عاما يشمله ، فيفتقر إلى ذكر الجوهر احترازا عنه ، ويكون المجموع خاصة مركبة للجسم الطبيعي كالطائر الولود للخفاش ، ولا يضره كون الجوهر جنسا لأن المركب من الداخل والخارج خارج على أنه يحتمل أن يراد بالطويل مثلا ما يكون الطول أي الامتداد المفروض أولا عارضا له فلا يشمل الجسم التعليمي لأن هذه الأبعاد أجزاؤه.
واعترض بأن الخاصة إنما تصلح للتعريف إذا كانت شاملة لازمة. وهذه ليست كذلك أما الشمول فلأنه لا خط بالفعل في الكرة ولا سطح فيما يعرض من الجسم الغير المتناهي فإنه جسم وإن امتنع بدليل من خارج بخلاف ما إذا فرض أربعة ليست بزوج. فإن الزوجية من لوازم الماهية ، وأما اللزوم فلأن الشمعة المعينة قد يجعل طولها تارة شبرا وعرضها أصابع ، وتارة ذراعا وعرضها إصبعا ، فيزول ما فيها من الأبعاد مع بقاء الجسمية.
وأجيب : بعد تسليم أن انتفاء الخط والسطح لفعل يستلزم عدم اتصاف الجسم
__________________
(١) في (ب) خاصة بدلا من (خالية)