فوق الأرض على ظلامه الأصلي كلا أو بعضا ، وذلك هو الخسوف الكلي أو الجزئي وأما إذا كان عرضه عن منطقة البروج أقل (١) من نصفي القطرين فيماس مخروط الظل (٢) فلا ينخسف.
[قال (هذا ولكنهم وجدوا)
اختلافات أخر تقتضي زيادة أفلاك تحيروا في كيفياتها ، وكمياتها ، وأوضاعها وحركاتها وذلك أن كون مركز التدوير متحركا بحركة الحامل ، يقتضي أن يكون تشابه حركته ، وتساوي أبعاده ، ومحاذاة القطر المار بالذروة ، والحضيض كلها بالإضافة الى مركز الحامل ، وقد وجد في القمر تشابه الحركة حول مركز العالم ، ومحاذاة القطر بالنقطة من جانب الحضيض بعدها مركز العالم كبعد ما بين المركزين ، وفي المتحيرة تشابه الحركة حول نقطة على منتصف ما بين مركز العالم ، ومركز المدير في عطارد ، والحامل في البواقي ، وأيضا ميل الماثل عن الممثل شمالي في نصف جنوبي في آخر ، فلزم أن يكون مركز التدوير كذلك ، لكنهم وجدوه أبدا للزهرة شماليا ، ولعطارد جنوبيا].
يعني أنهم ، وإن أثبتوا بحكم الحدس (٣) هذه الأفلاك والحركات ، لكنهم وجدوا في القمر والخمسة المتحيرة اختلافات أخر تورث إشكالات على ما أثبتوا
__________________
(١) في (ب) بقدر مجموع بدلا من (أقل)
(٢) في (ب) الكلي بدلا من (الظل)
(٣) الحدس في اللغة : الظن والتخمين ، والتوهم في معاني الكلام والأمور والنظر الخفي والضرب والذهاب في الأرض على غير هداية ، والرمي والسرعة في السير ، والمضي على غير استقامة.
والحدس الذي اصطلح عليه الفلاسفة القدماء مأخوذ من معنى السرعة في السير. قال ابن سينا : الحدس حركة الى إصابة الحد الأوسط اذا وضع المطلوب ، أو إصابة الحد الأكبر إذا أصيب الأوسط وبالجملة سرعة الانتقال من معلوم الى مجهول. (راجع النجاة ص ١٣٧) والحدس عند ديكارت : هو الاصطلاح العقلي المباشر على الحقائق البديهية. قال ديكارت : وأنا لا أقصد بالحدس شهادة الحواس المتغيرة ولا الحكم الخداع لخيال فاسد المباني ، إنما أقصد به التصور الذي يقوم في ذهن خالص منتبه ، بدرجة من السهولة والتميز لا يبقى معها مجال للريب.