أخذنا (١) ارتفاع الشمس في نصف النهار يوم الاعتدال الربيعي أو الخريفي ، وألقيناه من تسعين كان الباقي عرض البلد ، وأما طول البلد فهو قوس من معدل النهار ، ما بين نصف نهار البلد ، ونصف نهار آخر العمارة في المغرب. واعتبر اليونانيون من المغرب ، لكونه أقرب نهايتي العمارة إليهم ، وآخر العمارة عند بعضهم ساحل البحر الغربي ، وعند بطليموس (٢) الجزائر الخالدات الواغلة في البحر ، وبينهما عشر درجات وهي قريبة من مائتين وعشرين فرسخا.
[قال (وقسموا المعمورة).
سبع قطاع موازية لمعدل النهار ممتدة من المشرق إلى المغرب سموها الأقاليم (٣) السبعة].
لما لم يكن على خط الاستواء وما يدانيه شمالا وجنوبا عمارة وافرة لفرط الحرارة ، ولم يكن حوالي القطبين عمارة أصلا لفرط البرودة ، وقع معظم العمارة في الربع المسكون ، بين ما يجاوز عشر درجات في العرض عن خط الاستواء إلى أن يبلغ العرض قريب خمسين ، فقسم أهل (٤) الصناعة هذا القدر سبعة أقسام في العرض حسب ما ظهر لهم (٥) من تفاوت تشابه الأحوال في الحر والبرد ، فاعتبروا في الطول الامتداد من المشرق (٦) إلى المغرب ، وفي العرض تفاضل نصف ساعة في مقادير النهار الأطول ، أعني نهار كون الشمس في الانقلاب الصيفي ، وكل من الأقاليم ينحصر بين نصفي مدارين موازيين لخط الاستواء أشبه شيء بأنصاف
__________________
(١) في (ب) قدرنا بدلا من (أخذنا)
(٢) بطليموس (كلوديوس بطليموس) ت بعد ١٦١ عالم فلك ، ورياضة وجغرافيا ، وفيزيقا ومؤرخ يوناني مصري ، نشأ بالاسكندرية اكتشف عدم انتظام حركة القمر ، وله ارصاد هامة عن حركات الكواكب اعتبرت أعماله من الفلك والجغرافيا مرجعا أساسيا حتى أيام (كوبرنيكوس) فكتابة (المجسطي) يضم مسائل وتفسيرات للاجرام السماوية وعلاقتها بالأرض ، أما أعماله الجغرافية فيشتمل معظمها على جداول لخطوط الطول والعرض للبلدان المختلفة.
(٣) سبق الكلام عنها في كلمة وافية فليرجع إليها.
(٤) في (ب) أصحاب بدلا من (أهل)
(٥) في (ب) عندهم بدلا من (لهم)
(٦) في (ب) الشرق الى الغرب بدلا من (المشرق والمغرب)