وصورة النار تكسر رطوبة الماء بيبوستها (١) لا بحرارتها.
الرابع : أن معنى تشابه الكيفية المزاجية في الكل. أن الحاصل في كل جزء من الأجزاء المركبة أو البسيطة للممتزج ، تماثل الحاصل في الجزء الآخر (٢) أي تساويه في الحقيقة النوعية من غير تفاوت إلا بالمحل ، حتى أن الجزء الناري ، كالجزء المائي في الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، وكذا الهوائي والأرضي ، إذ لو اختلفت الكيفيات في أجزاء الممتزج ، وكان التشابه في الحس لشدة امتزاج الكيفيات العنصرية الباقية على حالها ، بحيث لا تتميز عند الحس لما كان هناك فعل وانفعال ، ولم تتحقق كيفية وجدانية بها يستعد الممتزج لفيضان صورة معدنية أو نباتية أو حيوانية أو نفس إنسانية عليه. بل كان هذا مجرد تركيب ومجاورة بين العناصر لا امتزاج. لأن الامتزاج هو اجتماع العناصر ، بحيث تحدث منه الكيفية المتوسطة المتشابهة ، والتركيب أعم من ذلك ، وكذا الاختلاط ، وقد يجعل (٣) مرادفا للامتزاج ، كذا في الشفاء (٤) ، وما ذكر في شرح القانون ، من أن معنى التشابه في جميع الأجزاء ، أن يستحر بالقياس إلى البارد ، ويستبرد بالقياس إلى الحار ، وكذا في الرطوبة واليبوسة قصدا إلى دفع اعتراض الإمام بدخول توابع المزاج في تعريفه ، فمخالفة لصريح العقل ، وصحيح النقل (٥) ، وما ذكرنا هو المفهوم من اللفظ والمذكور في كلام القوم.
[قال (فلا بد من استحالة العناصر في كيفياتها جميعا].
قد عرفت فيما مضى أن الكون والفساد تبدل (٦) في الصورة النوعية للعناصر ،
__________________
(١) في (ب) بسورتها بدلا من (بيبوستها)
(٢) سقط من (أ) جملة (الجزء الاخر)
(٣) في (ب) يحصل بدلا من (يجعل)
(٤) كتاب الشفاء في المنطق لابي علي حسين بن عبد الله المعروف بابن سينا المتوفي سنة ٤٢٨ قيل هو من ثمانية عشر مجلدا وشرحه أبو عبد الله محمد بن أحمد الاديب التجاني (البجاوي) صاحب تحفة العروس واختصره شمس الدين عبد الحميد بن عيسى (الحشر وشاهي التبريزي) المتوفي سنة ٦٥٢ اثنتين وخمسين وستمائة راجع كشف الظنون ٢ : ١٠٥٥
(٥) في (أ) بزيادة لفظ (النقل)
(٦) في (ب) اختلاف بدلا من (تبدل)