به من أمزجة أفراد ذلك الصنف (١) ، وهو المزاج الذي يجب أن يكون زيد عليه ، ليكون موجودا حيا صحيحا. ثم لا خفاء في أن له سعة ضرورة أن مزاجه وهو شاب غير مزاجه وهو شيخ أو صبي أو كهل ، ولها طرفا إفراط وتفريط لا تتعداهما ضرورة أن ليس كل مزاج صالحا له مع اختصاصه بمزاج معين وبينهما واسطة إذا حصلت لزيد كان على أفضل ما ينبغي أن يكون عليه بمعنى أن المزاج الذي له في ذلك الوقت أصلح لأفعاله من المزاج الذي له في سائر (٢) أوقاته ، وكذا للقلب مزاج هو أليق به من أمزجة سائر أعضاء البدن. عريض له طرفان إذا تجاوزهما لم يكن القلب ، وواسطة إذا حصلت للقلب كان على أفضل ما ينبغي أن يكون عليه ، فظهر أن عرض مزاج النوع يشتمل على أمزجة أصنافه ، لأن غرض (٣) الصنف ، بعض غرض (٤) النوع ، وغرض مزاج الصنف يشتمل على أمزجة أشخاصه ، وعرض مزاج الشخص على أمزجته في حالاته ، وليس مزاج العضو داخلا في العروض المتقدمة (٥) ، لأنها مأخوذة باعتبار مجموع البدن ، من حيث هو مجموع إذا تكافأت الأعضاء الحارة بالباردة والرطبة باليابسة ، فيستحيل أن يكون مزاج مجموع البدن ، مزاج عضو واحد فإن قيل : العضو نوع من أنواع الكائنات مشتمل على أصناف مشتملة على أشخاص ، فينبغي أن يعتبر له اعتدال نوعي وصنفي (٦) وشخصي كل منها بالقياس إلى الداخل والخارج دون أن يجعل قسما (٧) برأسه مقابلا لها.
قلنا : نعم إلا أنهم نظروا إلى أن الطب (٨) ينظر في أحوال بدن الانسان وأعضائه من حيث كونها على اعتدالها ، أو خارجة عنه ، واعتبار مزاج البدن ، إنما هو باعتبار تكافؤ أعضائه وتعادلها في المزاج ، بأن تكون حرارة ما هو حار منها كالقلب تعادل
__________________
(١) في (أ) النوع بدلا من (الصنف)
(٢) في (ب) جميع بدلا من (سائر)
(٣) في (ب) عرض بدلا من (غرض)
(٤) في (ب) عرض بدلا من (غرض)
(٥) سقط من (ب) لفظ (المتقدمة)
(٦) سقط من (أ) لفظ (وصنفي)
(٧) في (ب) بزيادة (قائما)
(٨) في (ب) بزيادة (باعتباره)