المزاجية ، وينتقل إلى الضد والشبيه ، وليس من شأنها أن يكون عملها منتظما ، بل النفس هي التي تستعملها على أي نظام تريد ، إما بواسطة القوة الوهمية من غير تصرف عقلي ، وحينئذ تسمى متخيلة ، أو بواسطة القوة العقلية وحدها ، أو مع الوهمية. وحينئذ تسمى مفكرة.
[قال (خاتمة)
(خاتمة) مقدم البطن الأول من الدماغ ، محل للحس المشترك ، ومؤخره للخيال ، والأوسط للمتخيلة ، ومقدم الآخر للوهم ، وآخره للحافظة ، والعمدة في تعدد هذه القوى وتعيين محالها ، تعدد الآثار ، واختلافها باختلاف المحال مع القطع ، بأن الإحساس إنما هو للقوى الجسمانية ، وأنه لا معنى لآلتها إلا ما هو محل لها ، وأنها لا تخيل بعضو آخر ، فلا يصح اتحادها ، وعود الكثرة والاختلال إلى آلاتها (١) ، والكل ضعيف].
مما علم بالتشريح ، أن للدماغ تجاويف ثلاثة ، أعظمها البطن الأول ، وأصغرها البطن الأوسط ، وهو كمنفذ من البطن المقدم إلى البطن المؤخر. وقد دلّ اختلال الحس المشترك بآفة تعرض لمقدم البطن الأول من الدماغ دون غيره من أجزاء الدماغ ، على أنه محله. وهكذا الدليل على كون الخيال في مؤخر البطن الأول ، وكون المتخيلة في البطن الأوسط ، وكون الوهم في (٢) مقدم البطن الأخير ، وكون الحافظة في آخره. وأما الدليل على تعدد هذه القوى ، فهو اختلاف الآثار مع ما تقرر عندهم ، من أن الواحد ، لا يكون مبدأ للكثير.
فإن قيل : القاعدة على تقدير ثبوتها ، إنما هي في الواحد من جميع الوجوه ، فلم لا يجوز أن يكون مدرك الكل هو النفس الناطقة ، أو قوة واحدة باعتبار شرائط وآلات مختلفة.
__________________
(١) في (ب) آخرتها بدلا من (آلاتها)
(٢) سقط من (أ) حرف الجر (في)