[قال (واقتصر الأطباء) :
على الخيال والمفكرة والذاكرة].
لما كان نظرهم مقصورا على حفظ صحة القوى ، وإصلاح اختلالها ، ولم يحتاجوا إلى معرفة الفرق بين القوى ، وتحقيق أنواعها ، بل إلى معرفة أفعالها ومواضعها ، وكانت الآفات العارضة لها ، قد تتجانس اقتصروا على قوة في البطن (١) المقدم من الدماغ سموها الحس المشترك والخيال ، وأخرى في البطن (٢) الأوسط سموها المفكرة وهي الوهم ، وأخرى في البطن المؤخر سموها الحافظة والمتذكرة.
[قال (وأما المحركة)
فمنها شوقية باعثة على جذب ما يتصوره نافعا ، وتسمى شهوية ، أو دفع ما يتصوره ضارا ، وتسمى غضبية ، ومنها فاعلة لتمديد الأعصاب إلى جهة مبدأها كما في القبض ، أو إلى خلاف جهته كما في البسط].
لم يبسط الكلام في القوى المحركة بسطه في القوى المدركة ، لأن المباحث الكلامية لا تتعلق بهذه تعلقها بتلك ، والمراد بالمحركة أعم من الفاعلة للحركة ، والباعثة عليها ، وتسمى شوقية ونزوعية ، وتنقسم إلى شهوية وهي الباعثة (٣) على الحركة ، نحو ما يعتقد أو يظن نافعا. وغضبية وهي الباعثة على الحركة نحو ما يعتقد أو يظن ضارا ، وأما الفاعلة فهي قوة من شأنها (٤) أن تبسط العضل بإرخاء الأعصاب إلى خلاف جهة مبدأها لينبسط العضو المتحرك ، أي يزداد طولا ، وينتقص عرضا ، أو تقبضه بتمديد الأعصاب إلى جهة مبدأها ، لينقبض العضو
__________________
(١) سقط من (ب) لفظ (البطن).
(٢) سقط من (ب) لفظ (البطن)
(٣) في (أ) الدافعة بدلا من (الباعثة).
(٤) سقط من (ب) جملة (من شأنها أن).