بأبدان آخر للتدبير والتصرف والاكتساب ، لا أن تتبدل صور الأبدان ، كما في المسخ أو أن تجمع أجزاؤها الأصلية بعد التفرق ، فترد إليها النفوس كما في المعاد على الإطلاق ، وكما في إحياء عيسى عليهالسلام بعض الأشخاص (١).
[قال (وما يحكيه بعضهم)
من أن النفوس الكاملة تتصل بعالم العقول ، والمتوسطة بأجرام سماوية أو أشباح مثالية وستعرفها ، والناقصة بأبدان حيوانات تناسبها ، فيما اكتسبت من الأخلاق ، وتمكنت فيها من الهيئات مندرجة في ذلك إلى أن تتخلص من الظلمات بما لقيت من أنواع العذاب والسكرات. فالنصوص القاطعة في باب المعاد قاطعة بكذبه ، ولا ريب فيها ، ثم إنهم يصرفون إليه بعض الآيات الواردة في أصحاب النار افتراء على الله تعالى علوا كبيرا].
يعني أن القول بالتناسخ في الجملة ، أي تعلق بعض النفوس بأبدان أخر في الدنيا ، محكى عن كثير من الفلاسفة ، إلا أنه حكاية لا تعضدها شبهة ، فضلا عن حجة ، ومع ذلك فالنصوص القاطعة من الكتاب والسنة ناطقة بخلافها ، وذلك أنهم ينكرون المعاد الجسماني. أعني حشر الأجساد ، وكون الجنة والنار داري ثواب وعقاب ، ولذات وآلام حسية ، ويجعلون المعاد عبارة عن مفارقة النفوس الأبدان ،
__________________
(١) قال تعالى : (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي) سورة المائدة آية رقم ١١٠.
قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي ، حدثنا مالك بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن طلحة يعني ابن مصرف عن أبي بشر عن أبي الهزيل قال : كان عيسى عليهالسلام إذا أراد أن يحيى الموتى صلى ركعتين يقرأ في الأولى (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) وفي الثانية (الم تَنْزِيلُ) السجدة فإذا فرغ منهما مدح الله واثنى عليه ، ثم دعا بسبعة أسماء يا قديم ، يا خفي ، يا دائم ، يا فرد ، يا وتر ، يا أحد ، يا صمد.
وكان إذا أصابته شدة دعا بسبعة أخر. يا حي ، يا قيوم ، يا الله ، يا رحمن يا يا ذا الجلال والإكرام يا نور السموات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم يا رب.