والآلات الرقاصة ، والزمارة ، ونحو ذلك ، مما يستعان عليها بجموع الخواص العنصرية والنسب الرياضية.
[قال (وقالوا في إدراكاتها المتعلقة بالنوم) :
إنها تتصل بعالم الغيب لركود الحواس ، فيحصل لها صورة إدراكية جزئية في نفسها ، أو بجعل المتخيلة ، فإن بقيت على حالها ، بحيث لا تتفاوت في المجعولة إلا بالكلية والجزئية ، وتأدت إلى الحس المشترك (١) فرؤيا صادقة ، وإن تصرف فيها المتخيلة بتبديل (٢) الصور ، فإن أمكن أن تعاد إلى الأصل بضرب من التحليل ، فرؤيا تعبير ، وإلا فأضغاث (٣) أحلام ، ومن الأضغاث ما يرد على الحس المشترك من الصور المرتسمة في الخيال بالإحساس ، أو بالانتقال إليه من المتخيلة في النوم ، حاصلة كانت قبل أو حادثة فيها عند النوم ، لتغير أفعالها بتغير مزاج الروح الحامل إياها ، كما يرى عند غلبة الصفراء من الأشياء الصفر مثلا].
إشارة إلى القسم الثاني ، وبيان ذلك أن النفس لاشتغالها بالتفكر فيما تورد عليها الحواس ، قلما تفرغ للاتصال بالجواهر الروحانية ، فعند ركود الحواس بسبب انحباس (٤) الروح الحاملة لقوة الحس عنها ، تتصل النفس بتلك الجواهر وينطبع فيها ما فيها من صور الأشياء ، سيما ما هو أليق بتلك النفس من أحوالها ، وأحوال ما يقرب منها من الأهل والولد ، والمال (٥) والبلد ، وتلك الصور قد تكون جزئية في نفسها ، وقد تكون كلية تحاكيها المتخيلة بصور جزئية ، ثم تنطبع في الخيال ، وتنتقل إلى الحس المشترك فتصير مشاهدة ، فإن كانت الصورة المشاهدة
__________________
(١) سقط من (أ) لفظ (المشترك)
(٢) في (ب) بتغيير بدلا من (بتبديل)
(٣) وهي الرؤى والتهاويل التي يراها النائم في نومه ، وقد تكون أحلاما جميلة ، وخمائل وحدائق وغير ذلك.
(٤) في (أ) انخناس بدلا من (انحباس)
(٥) في (أ) بزيادة (المال والبلد)