والاعتراض عليه. أنا لا نسلّم وجوب دوام حركة السماء ، وامتناع انقطاعها ، ولا نسلّم أن طلب المحسوس ، لا يكون إلا للجذب (١) أو الدفع. لم لا يجوز أن يكون لمعرفته أو التشبه به أو غير ذلك.
ولا نسلّم استحالة الشهوة ، والغضب ، على الأفلاك. ولا يلزم من تشابه أجزائها في الحقيقة تشابه أحوالها.
ولا نسلّم أنه يلزم من عدم نيل ذات المعشوق ، أو حاله ، حصول اليأس ولا من نيله انقطاع الطلب. لم لا يجوز أن يدوم الرجاء ، أو يكون المعشوق ، أو حاله أمرا غير قار ، يتحفظ نوعه ، بتعاقب الأفراد ، كما ذكرتم في الشبه. ولا نسلّم أن المعشوق الموصوف بصفات كمال غير متناهية هو العقل ، وإنما يلزم ذلك لو كان ذلك على الاجتماع دون التعاقب ، وبعض هذه وإن أمكن دفعه ، لكن لا يتم المطلوب إلا بدفع الكل.
__________________
(١) الجذب : المد ، يقال : جذبه وجبذه على القلب واجتذبه أيضا.
وجذبت المهر عن أمه : أي فطمته قال الشاعر
ثم جذبناه فطاما نفصله
ويقال للناقة إذا قد لبنها قد جذبت فهي جاذب ، والجمع جواذب وجاذبته الشيء اذا نازعته إياه ، والتجاذب التنازع والانجذاب سرعة السير. والجذب بالتحريك : الجمار وهو شحم النخل والواحدة جذبة.