استناد العرض إلى محل يقومه (١) ضروري وهو معنى الموضوع ، فالعرض الذي يقوم عرضا يكون موضوعا ، فلا يكون بينه وبين الموضوع مباينة.
قلنا : استناده إلى الموضوع يجوز أن يكون بواسطة هي العرض ، والمحل الأولى الذي يتصف بها كاستناد السرعة (٢) إلى الجسم بواسطة الحركة ، فلا يلزم من لزوم استناده إلى الموضوع أن يكون محله الأولى موضوعا.
قال (وقد توهم)
افتقار كليا الجواهر إلى الموضوع ، لكونها محمولات ذاتية للشخص ، وصورا قائمة بالنفس. وردّ بأن معنى الموضوع هاهنا غير موضوع القضية ، ومعنى جوهرية الصور أنها إذا وجدت في الأعيان كانت لا في الموضوع ، وأما من حيث حلولها في النفس الجزئية ، فهي أشخاص أعراض لا كليات جواهر.
لما كان معنى الموضوع هو المحل المقوم للحال ، ومعنى الجوهر هو ما يقوم بنفسه لا بغيره كان استغناؤه عن الموضوع ظاهرا إلا أنه قد توهم اختصاص ذلك بجزئيات الجواهر دون كلياتها لوجهين :
أحدهما : أنها مفتقرة في الوجود إلى أشخاصها التي هي موضوعات لها لكونها محمولة عليها بالطبع.
وثانيهما : أنها صورة قائمة بالنفس لا قوام لها من حيث هي كليات بدونها.
__________________
(١) في (ب) يقوم به بدلا من (يقومه)
(٢) هناك سرعة الإفلات : وهي التي تكتسبها مركبة الفضاء لتتمكن من التغلب على قبضة جذب الأرض لتسبح في الفضاء ، ولكل جرم سماوى سرعة افلات خاصة تتوقف على كتلته وحجمه ، والبعد عن المركز ، فهي على سطح الأرض تعادل ٩٢ ، ٦ ميلا في الثانية وعلى سطح القمر تعادل ٤٩ ، ١ ميلا في الثانية.
سرعة فوق صوتية : السرعة التي تتحرك بها الموايع أو الأجسام عند ما تفوق سرعة الصوت في الهواء المساوية تقريبا ١٢٢٥ كم في الساعة عند ما تطير طائرة بسرعة فوق صوتية فإنها تسبب تزاحم جزئيات الهواء فجأة فتتجمع مكونة ما يسمى «بالحاجز الصوتي» وتستطيع الطائرات ذات المحركات القوية اختراق هذا الحاجز.
راجع موسوعة الثقافة الاسلامية ص ٥٤١ ، ٥٤٢