له امرأته ما تكتب قال كتابا في اثبات الواجب فقالت له أفي الله شك فاطر السماوات والأرض فترك تأليف ما اراد.
وحكى أنه كان لبعض الملوك شك في وجود الصانع وكان قد تنبه منه وزيره ذلك وكان الوزير عاقلا فامر ببناء قصور عالية واجراء مياه جارية واحداث بساتين عامرة وأشجار وأنهار سائدة في مغارة من الأرض من غير أن يعلم الملك ذلك ثم ذهب الوزير بالملك الى ذلك المقام على سبيل المرور في بعض الايام فلما رأى الملك ذلك سأل الوزير قال من بنى هذا وفعله فقال الوزير إنه حدث من تلقاء نفسه وليس له بان وصانع فغضب الملك عليه لقطعه بأن ذلك محال لا يكون فقال له الوزير يطول عمرك ايها الملك ان كان وجود هذا البناء بلا بان ممتنعا فكيف يصح هذا البناء بلا فاعل وصانع فاستحسن الملك كلامه وتنبه وزال الشك عنه.
قال بعض الابدال
انك لم تخلق روحك ولا جسدك ولا حياتك ولا عقلك ولا ما خرج من اختيارك من الآمال والأحوال والآجال ولا خلق ذلك ابوك ولا امك ولا تقلبت بينهم من الاباء والامهات لانك تعلم يقينا إنهم كانوا عاجزين عن هذه المقامات ولو كانت لهم قدرة على تلك الماهيات ما كان قد حيل بينهم وبين مرادهم وصاروا من الأموات فلم تبق مندوحة عن وجود صانع واحد منزه عن امكان الحادثات قد خلق هذه الموجودات التي قد كانت معدومات فصارت موجودات وقد ظهر من ذلك كله أن الحق الحقيق أن التصديق بوجود الله تعالى بل توحيده امر جبلي قد فطر الناس عليه كما قال الله تعالى (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) ، ولذلك ترى الناس عند الوقوع في الأهوال وصعاب الأحوال يتوكلون بحسب هممهم عليه تعالى في جميع امورهم إليه ويعتقدون أن في الخارج سببا لتلك الأسباب ومسهلا لتلك الصعاب وهم مجبولون على ذلك ومعترفون بما هنالك وإن لم يتفطنوا لذلك ويشهد لذلك قوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ