السمن شثن الكفين عظيم الكراديس أصلع ليس في رأسه شعر الا من خلفه كثير شعر اللحية ، وكان لا يخضب ، والمشهور أنه كان ابيض اللحية ، وكان اذا مشى تكفأ شديد الساعد واليد قويا ما صارع احدا إلا صرعه.
وفي الكامل لابن الأثير الجزرى : وكان من احسن الناس وجها ولا يغيره شيبه كثير التبسم.
وقال ابن ابى الحديد في مقدمة شرح النهج : اما شجاعة علي فانه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله ومحا اسم من يأتي بعده ، ومقاماته في الحرب مشهورة يضرب بها المثل إلى يوم القيامة ، وهو الشجاع الذي ما فر قط ولا ارتاع من كتيبة ولا بارز إلا مثله ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت الأولى الى ثانية.
وفي الحديث كانت ضرباته وترا ، ولما دعا معاوية إلى المبارزة ليستريح الناس من الحرب بقتل احد هما قال له عمرو بن العاص : لقد انصفك. فقال معاوية : ما غششتني منذ نصحتني إلا اليوم ، أتأمرني بمبارزة ابي الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطرق ، اراك طمعت في إمارة الشام بعدي.
وكانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته ، فأما قتلاه فافتخار رهطهم بأنه قد قتلهم اظهر واكثر ، قالت أخت عمرو بن عبد ود ترثيه وتفتخر بأن قاتله سيد شجعان العرب :
لو كان قاتل عمرو غير قاتله |
|
لكنت ابكي عليه دائم الأبد |
لكن قاتله من لا يعاب به |
|
ابوه قد كان يدعى بيضة البلد |
وجملة الأمر أن كل شجاع في الدنيا إليه ينتهى وباسمه ينادي في مشارق الأرض ومغاربها ، وتالله لو تجسمت الشجاعة وتمثلت في شخص لكان ذلك الشخص هو أمير المؤمنين ، بل لو عرف قدماء اليونان لاتخذوه إلها للشجاعة في جملة آلهتهم التي عبدوها. ومن سبر حاله في غزواته مع النبي (ص) عرف صحة ما يقول. وقد تقدمت اوصافه (ع) في الامامة مفصلا.