قال شمس الدين محمد بن طولون في تاريخ الأئمة الاثنا عشر : وهاجر علي (ع) إلى المدينة ، واستخلفه النبي (ص) حين هاجر من مكة إلى المدينة أن يقيم بعده بمكة اياما حتى يؤدى عنه امانته والودائع والوصايا التي كانت عند النبي (ص) ثم يلحق بأهله ، ففعل ذلك.
وشهد مع النبي (ص) بدرا وأحد والخندق وبيعة الرضوان وخيبر والفتح ـ يعني مكة ـ وحنينا والطائف وسائر المشاهد الا تبوك ، فان النبي (ص) استخلفه على المدينة ، وله في جميع المشاهد آثار مشهورة.
وأجمع أهل التاريخ على شهوده بدرا وغيرها من المشاهد غير تبوك : جاء في صحيحي مسلم والبخاري عن سعد بن ابي وقاص ان رسول الله خلف عليا في غزوة تبوك فقال : يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان؟ قال : أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبى بعدي.
قالوا فأعطاه النبي (ص) اللواء في مواطن كثيرة ، وثبت في الصحيحين أن النبي (ص) أعطاه الراية يوم خيبر واخبر أن الفتح يكون على يديه.
وأما علمه (ع) من العلوم بالمحل الأعلى ، روي له عن رسول الله خمسمائة حديث وستة وثمانون حديثا ، وعلمه (ع) رسول الله ألف باب من العلم وانفتح منه الف الف باب.
قال ابن المسيب : ما كان أحد يقول «سلوني» غير علي.
وقال ابن عباس : أعطي علي تسعة أعشار العلم وو الله لقد شاركهم في العشر الباقي. قال : وإذا ثبت لنا الشيء عن علي لم نعدل إلى غيره.
وسؤال كبار الصحابة عنه ورجوعهم إلى فتاواه واقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات مشهور.
وأما زهده سلام الله عليه فقد روى ابن ابي الحديد وابن عبد البر وغيرهما أن معاوية بن أبي سفيان قال لضرار بن ضمرة : صف لي عليا. قال : أعفني قال :