محمد الأوسط أمه إمامة بنت ابي العاص.
(شهادته عليهالسلام):
قبض سنة اربعين من الهجرة ليلة الجمعة بالكوفة ٢١ كانون الثاني ٦٦١ م ، وهي ليلة احدى وعشرين من شهر رمضان المبارك في الثلث الأول من الليل ، مات شهيدا من ضربة عبد الرحمن بن ملجم المرادي اليمني عليه لعائن الله.
روحي فداك يا امير المؤمنين (ع) ولادتك في جوف الكعبة وشهادتك في المسجد الأعظم بالكوفة ـ قائلا «فزت ورب الكعبة» يحمل من المحراب ودمه يفيض ولسانه يسبح لله وأولاده ينادون وا غماه وهو يقول : لا غم على أبيكم بعد اليوم.
وقد كمن له في المسجد الأعظم فضربه على رأسه في اثناء صلاة الفجر ، وهذا أشهر الأقوال.
ولما قبض غسله الحسن والحسين ومحمد يصب الماء ثم كفن وصلى عليه ابنه الحسن (ع) ، ثم حمله الحسنان ومحمد بن الحنفية وعبد الله بن جعفر وخواصه بأمر منه إلى الغريين من (نجف الكوفة) ودفنوه هناك ليلا وعفوا موضع قبره بوصية منه خوف الخوارج وبنى امية أن ينبشوا قبره ، ولم يزل قبره مخفيا لا يعلمه أحد غير بنيه وخواص شيعته حتى دل عليه الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) وزاره الامام الصادق عند وروده على المنصور وهو بالحيرة ثم عرفه واظهره الرشيد العباسي.
قال ابن الأثير في الكامل : ولما قتل علي قام ابنه الحسن وقال مما قال عن ابيه : والله ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا ثمانمائة او سبعمائة أرصدها لجارية.
وقال سفيان : ان عليا لم يبن آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة ، وكان يختم على الجراب الذي فيه دقيق الشعير الذي يؤكل منه ، ويقول (ع) : «لا أحب أن يدخل بطني الا ما اعلم».