الهجرة ـ كتب يزيد إلى عامله بالمدينة وهو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان يأمره أن يأخذ البيعة له من الحسين بن علي خاصة ومن أهل المدينة عامة ، ثم يقول في الكتاب : وإذا امتنع الحسين عن البيعة فاضرب عنقه وابعث الي برأسه.
وكان الوليد بن عتبه وقد تلقى امر يزيد بن معاوية يأخذ البيعة من الحسين عليهالسلام فأرسل إلى الحسين يطلب منه الحضور في دار الامارة ، فاستدعى الحسين (ع) جماعة من أهل بيته واقبل بهم وقال لهم : ان الوليد استدعاني ولا آمن أن يكلفني امرا لا أجيبه إليه ، فكونوا على الباب فان سمعتم صوتي قد علا فادخلوا علي لتمنعوه عني ، وحين صار الى الوليد وجد عنده مروان بن الحكم فنعى إليه الوليد معاوية فاسترجع الحسين ثم قرأ عليه كتاب يزيد فقال : نصبح ونرى. فقال مروان : والله لئن فارقك الحسين (ع) الساعة ولم يبايع لا قدرة منه على مثلها ابدا ، ولكن احبس الرجل اما أن يبايع او تضرب عنقه ، فوثب إليه الحسين (ع) وقال : يا ابن الزرقاء أنت تقتلني أم هو كذبت والله ولؤمت ثم اقبل على الوليد وقال : يا أمير إنا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة بنا فتح الله وبنا يختم ويزيد رجل فاسق شارب الخمر قاتل النفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله ولكن نصبح وتصبحون وننظر وتنظرون أنى أحق بالخلافة والبيعة. وارتفع صوت الحسين فدخل اخوته وأبناؤه ، فقام وخرج ثم هيأ نفسه وتوجه إلى مكة لليلتين بقيتا من رجب وهو يقرأ «فخرج منها خائفا يترقب قال ربي نجني من القوم الظالمين».
ودخل مكة لثلاث ليال خلون من شعبان وهو يقرأ «ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل».
ولما بلغ أهل الكوفة امتناع الحسين (ع) عن البيعة ليزيد ثارت أحاسيسهم وكوامن نفوسهم ضد الأمويين ، فكاتبوا الحسين (ع) بالطاعة له والثورة ضد الامويين حتى توافدت عليه الوفود وتقاطرت الرسل بآلاف الرسائل ، فأرسل