مات ابن الرضا ، ثم اخذوا في تجهيزه وعطلت الأسواق وركب بنو هاشم والقواد والكتاب والقضاة والمعدلون وسائر الناس إلى جنازته ، فكانت سر من رأى يومئذ شبيها بالقيامة ، فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان إلى ابي عيسى بن المتوكل فأمره بالصلاة عليه ، واراد جعفر الكذاب أن يصلي عليه فاذن خرج الحجة عجل الله فرجه الشريف وقال : يا عم تأخر أنا أولى بالصلاة على أبي ، وصلى ودفن في البيت الذي فيه أبوه ، وقد سمه المعتمد بن متوكل بن هارون الرشيد.
(من اقواله وحكمه): ـ
قال : من الفواقر التي تقصم الظهر جار إن رأى حسنة أطفاها وإن رأى سيئة أفشاها.
حب الأبرار ثواب للأبرار ، وحب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار ، وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار ، وبغض الأبرار للفجار خزي على الفجار وقال لشيعته : أوصيكم بتقوى الله ، والورع في دينكم ، والاجتهاد لله ، وصدق الحديث ، واداء الامانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد ، صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم ، فان الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل هذا شيعي فيسرني ذلك ، فاتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا ، جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح ، فانه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله وما قيل من سوء فما نحن كذلك لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله.
من مدح غير المستحق فقد قام مقام المتهم.
وقال أيضا : لا يعرف النعمة إلا الشاكر ، ولا يشكر النعمة إلا