قسمين : منها ما هو من اشراط الساعة وعلامات دنو يوم القيامة ، ومنها ما يقع قبل ظهور المهدي المنتظر ، وقد وقع الخلط والاشتباه بين القسمين من كثير من علمائنا الشيعة ومن علماء أهل السنة في مؤلفاتهم.
والقسم الثاني من هذه الأمور التي اخبروا بوقوعها قبل قيام قائم آل محمد وأمام ظهور المهدي المنتظر على قسمين : «الأول» ما كان الغرض من ذكرها ووقوعها قبل ظهوره وأمام قيامه ، فوقوع امثال هذه الأمور وعدم ظهوره عليهالسلام لا يدل على عدم صحة الرواية لانها لم تجعل أمارة وعلامة لظهوره ، بل ليس الغرض من ذكرها إلا وقوعها قبل ذلك. «الثاني» ان هذه الأمور التي وردت في الأخبار وقوعها قبل ظهور المهدي يجوز أن يدخلها البداء بالمعنى الصحيح الذي قال به الامامية ، فعدم وقوع بعضها او وقوعها على غير الكيفية التي وردت في الأخبار لا يدل على عدم صحة الرواية ، فاللازم تعين الوقائع أولا وهل هي من القسم الأول او الثاني ثم النظر في رجال القسم الثاني ورواته والقرائن الدالة على صحة الرواية وعدمها.
مقدمة
الناظر في الأخبار التي ذكرها العلماء الأعلام في هذا الباب يعرف أن فيها الصحيح والضعيف والمسند والمرسل ، بل فيها ما دل التاريخ وحكمت الضرورة وقامت القرائن القطعية على عدم صحته ، وقد اقتصرنا على الأخبار الصحيحة او الموثوقة أو الحسنة من حيث السند وان كانت غير معتبرة ، فان وجدنا لها شاهدا وقرينة ذكرناها وإلا اعرضنا عنها: