بأن ملك امته سيبلغ ما وزي له منها فكان كذلك ، فقد بلغ ملكهم من أول المشرق من بلاد الترك الى آخر بلاد الغرب من بحر الأندلس وبلاد البربر ولم يتسعوا في الجنوب ولا في الشمال كما اخبر سواء بسواء.
واخبر ابنته فاطمة أنها اوّل أهله لحوقا به فكان كذلك واخبر نساءه بأن اطولهن يدا أسرعهن لحوقا به فكانت زينب بنت جحش الأسدية اطولهن يدا بالصدقة واولهن لحوقا به ، ومسح (ص) ضرع شاة حامل لا لبن فيها فدرت فكان ذلك سبب اسلام ابن مسعود ، وفعل ذلك مرة أخرى في خيمة أمّ معبد الخزاعية.
وبدرت عين بعض اصحابه فسقطت فردها بيده فكانت أصح عينيه واحسنهما ، وتفل في عين علي (ع) وهو ارمد يوم خيبر فصح من وقته وبعثه بالبراءة واخبر أنه سيظهر فكان ذلك وكانوا يسمعون تسبيح الطعام في يديه ، واصيبت عين رجل من اصحابه فمسحها فبرأت من حينها.
وقل زاد جيش كان معه فدعا بجميع ما بقي فاجتمع شيء يسير جدا فدعا فيه بالبركة ثم أمرهم فاخذوا فلم يبق وعاء في العسكر إلا ملئ من ذلك.
وحكى الحكم بن أبي العاص مشيه مستهزئا فقال (ص) «كذلك فكن» فلم يزل يرتعش حتى مات.
وخطب (ص) امرأة فقال ابوها ان بها برصا امتناعا من خطبته واعتذارا ولم يكن بها برص ، فقال فلتكن كذلك فبرصت.
اقول : وقد كان في بدنه الشريف معجزات باهرات :
فكان جبينه الشريف يضيء كالقمر المنير وإذا رفع يديه في بعض الأحيان اضاءت اصابعه الشريفة كالشموع.
وكان (ص) اذا مر بطريق عبقه من طيب بدنه ، وكان عرقه الشريف اطيب عطر ، وأتي (ص) بدلو فيه ماء فأخذ كفا من الماء وتمضمض به وصبه