والهيكل الذي بناه داود وسليمان وقدسه الله لبني اسرائيل.
قال في المناقب : اختلف الناس في المعراج : فالخوارج ينكرونه ، وقالت الجهمية عرج بروحه دون جسمه على طريق الرؤيا ، وقالت الامامية الاثنا عشرية والزيدية والمعتزلة بل عرج بروحه وبجسمه إلى بيت المقدس لقوله تعالى (إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) وإلى السماوات لقوله تعالى (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى * ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى * وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلى * ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى* فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى * فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى * ما كَذَبَ الْفُؤادُ) ما رأى.
ودلت عليه الروايات المتواترة عن أئمة الهدى وابن عباس وابن مسعود وجابر وحذيفة وانس وعائشة وأمّ هاني ، ونحن لا ننكر ذلك إذا قامت الدلالة وقد جعل الله معراج موسى الى الطور (وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ) ولابراهيم إلى السماء الدنيا (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ) وعيسى الى السماء الرابعة (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ) ولادريس إلى الجنة (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) ولمحمد (ص) (فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ) وذلك لعلو في همته.
قال الطبرسي في مجمع البيان : فأما الموضع الذي أسري إليه أين كان ، فان الاسراء إلى بيت المقدس وقد نص به القرآن ولا يدفعه مسلم. وما قاله بعضهم إن ذلك كان في النوم فظاهر البطلان ، إذ لا معجز يكون فيه ولا برهان.
وقد وردت روايات كثير في قصة المعراج في عروج نبينا (ص) إلى السماء ورواها كثير من الصحابة مثل ابن عباس وابن مسعود وانس وجابر بن عبد الله وحذيفة وعائشة وأم هاني وغير هم عن النبي (ص) وزاد بعضهم ونقص بعض.
وتنقسم جملتها الى ثلاثة أوجه :