وغير المجرم والمسىء والمحسن في الحياة ، وليست الدنيا هذه الا ممرا ومعبرا الى الآخرة يقتص فيها الله هناك من المذنبين والعابثين والأشرار وينتصف للمظلومين من الظالمين ويثيب الذين عملوا الصالحات على اعمالهم.
وقد أيد المعاد جميع الشرائع والأديان ، وعدوا الاعتراف بعودة الانسان الى الحياة ركنا أساسيا في أديانهم ، ويمكن حصر الأقوال العامة الدنية منها وغير الدنية عن المعاد في أربعة أقوال :
(الأول) انكار المعاد مطلقا لا جسما ولا روحا ، وهو قول الملحدين والماديين الذين ينكرون مبدأ الحياة ووجود الله فكيف بالمعاد والبعث من جديد.
(الثاني) الاعتراف بالمعاد الروحاني دون الجسماني ، بانين آراءهم على أن الأرواح بسيطة مجردة والبسيط المجرد باق والأجسام مركبة من شتى العناصر فاذا خرجت الروح تفككت اجزاء الجسم والتحق كل جسم بعنصره وانعدم لذلك لن يشمل المعاد شيئا غير الروح.
(الثالث) القول بالمعاد الجسماني فقط ، وهو ما يعتقد به بعض المسلمين الذين يقصرون المجرد على الله وحده ، فلا يعتقدون أن هناك روحا مجردة وانما كل ما في الوجود بعد الله أجسام يميز بعضها عن بعض اللطافة والكثافة.
(الرابع) وهو الذي عليه الشيعة الامامية الاثنا عشرية وهو القول بالمعاد الروحاني والجسماني معا ، وأغلب العامة المسلمين أيضا ذهب الى هذا القول ـ أي معاد هذا الجسد الذي كان في الدنيا بروحه وجسمه يوم القيامة ـ والدليل على ذلك أمور :
(الأول) من الواضح المعلوم أن كل شخص من البشر مركب من جزءين الجزء المحسوس وهو (البدن) الذي يشغل حيزا من الفضاء والذي يشاهد بالعين الباصرة ، والجزء الذي لا يحس بالعين الباصرة وانما يحس بالبصيرة ويشهد به العيان والوجدان هما فوق كل دليل أن هذا البدن المحسوس الحي المتحرك بالارادة