معامل ميكانيكية وتحليلات كيماوية إلى أن بلغت هذه المرحلة ونزلت من أجسامنا بتلك المنزلة.
وان ما يرد من الاعتراض على امكان بعث الانسان إلى الحياة روحا وجسدا واستحالة معاده على هيكله السابق بسبب ما يتداخل من كل جسم في جسم آخر مما يتعذر به معاقبة المذنب وقد شاركت في جسده أجزاء من جسد الصالح أو مكافأة الصالح جسدا وقد شاركت في تكوين جسده اجزاء من جسد الطالح.
فان مثل هذا الاعتراض يرده الشيخ الأعظم الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء النجفي (ره) بما مر من التفاعلات والتحليلات ويضرب المثل بقوله : فلو أن مؤمنا أكل كل لحم في بدن الكافر او أكل الكافر كل لحم في بدن المؤمن فلا لحم الكافر صار جزءا من بدن المؤمن ولا لحم المؤمن دخل في بدن الكافر بل اللحم لما دخل في الفم وطحنه الانسان وهو الهضم الأول زالت الصورة اللحمية منه وارتحلت الى رب نوعها (حافظ الصور) واكتسب المادة صورة أخرى وهكذا صورة بعد صورة.
ومن القواعد المسلمة عند الحكماء بل عند كل ذى لب (أن الشيء بصورته لا بمادته) فأين اذن تقع شبهة الآكل والمأكول.
ويزيد هذا وضوحا أن جميع المركبات العنصرية يطرد فيها ذلك الناموس العام ناموس التحول والتبدل والدثور والتجدد. انظر حبة العنب مثلا فهل هي إلا ماء وسكر وهل فيها شيء من الخمر أو الخل أو الكحول ولكنها بالاختمار تصير خلا ثم خمرا ثم غازا او بخارا وهكذا. أترى أن العنب صار جزءا من الخل والخل صار جزءا من الخمر ، إذن فمن اين تجيء شبهة الآكل والمأكول (١).
وعلى المسلم أن يؤمن بالمعاد بالدليل العقلي بصفته ركنا ، ولا يجوز تقبله
__________________
(١) الفردوس الأعلى.