النبي (ص) بأمته لا نسبة لهما بذلك.
(الرابع) أنه قد اعترف جمهور المخالفين بجريان عادة الله تعالى من آدم إلى خاتم الأنبياء أنه لم يقبض نبيا حتى عين له خليفة ووصيا ، وجرت عادة نبينا صلىاللهعليهوآله أنه متى سافر عين خليفة فى المدينة ، وعلى هذا جرت طريقة الرؤساء والولاة ، فكيف تخلفت هذه السنة التى لن تجد لها تبديلا وهذه العادة التى لم يكن عنها تحويلا بالنسبة الى خاتم الأنبياء المرسل الى هذه الأمة المرحومة بأن يهملها ويتركها سدى؟؟ هذا كله مع انقطاع شرائع الأنبياء والرسل وبقاء التكليف في الشريعة الاسلامية الى يوم القيامة.
(الخامس) إن مرتبة الامامة كالنبوة كما عرفت ، فكما لا يجوز للخلق تعيين نبي فكذا لا يجوز لهم تعيين إمام. وأيضا العقول قاصرة والافهام حاسرة عن معرفة من يصلح لهذا المنصب العظيم والأمر الجسيم ، والوجدان يغني عن البيان ، فكم رأينا أهل العقل والتدبير والحل والعقد اتفقوا على تعيين وال في بلد أو قرية او حاكم ثم تبين لهم خطأهم في ذلك فغيروه وبدلوه ، فكيف تفى العقول الناقصة بتعيين رئيس عام على جميع الخلائق في امور الدين والدنيا وأيضا العصمة شرط في الامام كما تقدم ويأتي ، وهي من الأمور الباطنية التي لا يطلع عليها الا العالم بما في الضمائر والمطلع على ما في السرائر ، وقد تقدم جملة من ذلك في مشتركات النبوة والإمامة.
واما النقل فلوجوه :
(الأول) قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) ولا ريب أن نصب الإمام من اعظم الدين وأهم مصالح المسلمين ، فيجب أن يكون واقعا قبل نزول الآية ، مع استفاضة الأخبار من طرق العامة والخاصة أن هذه الآية نزلت بعد نصب النبي (ص) عليا للامامة في غدير خم.
(الثانى) قوله تعالى (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ