الملك توران شاه بن قاروت بك ، فانهزم توران شاه ، وعمل معه مصافّا ، فانهزم أنر. ومات توران شاه من سهم أصابه ، ومرضت تركان وهي بنت طمغان خان (١) أحد ملوك التّرك ، وكان لها هيبة وصولة ، وأمر مطاع ، لأنّها بنت ملك كبير ، ولأنّ زوجها سلطان الوقت كان ، وابنها وليّ عهد ، وهي حماة المقتدر بالله ، إلى غير ذلك. وكانت قد تجهّزت تريد المسير إلى تاج الدّولة لتتزوّج به ، فأدركها الأجل ، وأوصت بولدها إلى الأمير أنر ، ولم يكن بقي له سوى أصبهان (٢).
[دخول الروم بلنسية]
وفيها دخلت الروم لعنهم الله بلنسية (٣) صلحا بعد حصار عشرين شهرا ، (٤) فلا قوّة إلّا بالله.
__________________
(١) في الكامل : «طنغاج» (١٠ / ٢٤٠).
(٢) انظر عن وفاة (تركان) في : تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٧ (وتحقيق سويّم) ٢٣ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٤٠ ، وتاريخ الزمان لابن العبري ١٢١ ، وزبدة التواريخ للحسيني ١٥٧ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٥ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٧.
(٣) بلنسية : السين مهملة مكسورة ، وياء خفيفة. كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير ، وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة ، وهي برّية بحرية. (معجم البلدان ١ / ٤٩٠) «أقول» : إليها ينسب البرتقال «البلنسي» المعروف في طرابلس الشام.
(٤) البيان المغرب ٤ / ٣١ ، دول الإسلام ٢ / ١٦ ، تاريخ الخلفاء ٤٢٦.