فقال : إنّما هذا الكتاب شرفي وشرف آبائي من قبلي.
[تسيير عسكر السلطان ملك شاه لفتح بلاد الساحل]
وفيها أمر السّلطان ملك شاه لقسيم الدّولة وبوران وغيرهما أن يسيرا في خدمة أخيه تتش ، حتّى يستولوا على ما بيد المستنصر العبيديّ بالسّواحل ، ثمّ يسيرون بعد ذلك إلى مصر فيفتحونها (١) ، فساروا إلى أن نزلوا على حمص ، وبها صاحبها ابن ملاعب ، وكان كثير الأذيّة للمسلمين ، فأخذوا منه البلد بعد أيّام (٢).
ثمّ ساروا إلى حصن عرقة ، فأخذوه بالأمان (٣).
ثمّ نازل طرابلس ، فرأى صاحبها جلال الملك ابن عمّار جيشا لا قبل له به ، فأرسل إلى الأمراء الّذين مع تتش ، ووعدهم ليصلحوا حاله ، فلم ير فيهم مطمعا ، ثمّ سيّر لقسيم الدّولة ثلاثين ألف دينار وتقادم ، فسعى له عند تتش هو وكاتبه ، فغضب تتش وقال : هل أنت إلّا تابع لي. فخلّاه في اللّيل ، ورحل إلى حلب ، فاضطرّ تتش إلى التّرحّل عن طرابلس (٤) وانتقض ما قرّر لهم السّلطان من الفتوح (٥).
[فتح اليمن للسلطان]
وفيها افتتح للسّلطان اليمن. كان فيمن حضر إلى خدمته ببغداد جنق (٦) أمير التّركمان صاحب قرميسين ، فجهّزه السّلطان في جماعة أمراء من التّركمان
__________________
(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٠٢ ، تاريخ دولة آل سلجوق ٦٥ (طبعة مصر ١٩٠٠) ، دول الإسلام ٢ / ١٣ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ١١.
(٢) تاريخ الفارقيّ ٢٣٣ (باختصار) ، نهاية الأرب ٢٧ / ٦٥ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٢ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٣٩ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ١١ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٥.
(٣) نهاية الأرب ٢٧ / ٦٦ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٢ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٤٠ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ١١ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٥.
(٤) في الأصل : «عن حلب» ، وهو سهو ، والصحيح ما أثبتناه.
(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٠٢ ، ٢٠٣ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٦٦ ، تاريخ ابن خلدون ٥ / ١١ وفيه الخبر يعتوره نقص في أوله ، وهو في : مفرّج الكروب ١ / ٢١ ، ٢٢ ، والدرّة المضيّة ٤٣١ ، ٤٣٢ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٣٢ ، وانظر كتابنا : تاريخ طرابلس السياسي والحضاريّ (طبعة ثانية) ج ١ / ٣٧١ ، ٣٧٢.
(٦) في الكامل ١٠ / ٢٠٣ «جبق».