سنة ثمان وثمانين وأربعمائة
[قتل صاحب سمرقند]
في المحرّم قتل أحمد خان صاحب سمرقند ، وكان قد كرهه جنده واتّهموه بالزّندقة ، لأنّ السّلطان ملك شاه لمّا تملك سمرقند وأسر أحمد خان وكلّ به جماعة من الدّيلم ، فحسّنوا له الانحلال ، وأخرجوه إلى الإباحة. فلمّا عاد إلى سمرقند كان يظهر منه الانحلال ، وعصى طغرل ينال بقلعة له ، فسار لحصاره ، فتمكّن الأمراء وقبضوا عليه ، ورجعوا به ، وأحضروا الفقهاء ، وأقاموا له خصوما ادّعوا عليه بالزّندقة ، فأنكر ، فشهدوا عليه ، فأفتى العلماء بقتله ، فخنقوه ، وملّكوا ابن عمّه (١).
[انتهاب ابن أبق باجسرى وبعقوبا]
وفي صفر بعث تتش شحنة لبغداد ، وهو يوسف بن أبق التّركمانيّ ، فجاء صدقة بن مزيد صاحب الحلّة ومانعه ، فسار نحو طريق خراسان ، ونهب باجسرى (٢) ، وبعقوبا (٣) أفحش نهب ، ثمّ عاد إلى بغداد ، وقد راح منها صدقة ،
__________________
(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٤٣ ، ٢٤٤ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٦ ، العبر ٣ / ٣١٨ ، دول الإسلام ٢ / ١٧ ، مرآة الجنان ٣ / ١٤٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٧ ، تاريخ الخلفاء ٤٢٦.
(٢) في الأصل : «باجسرى» ، والمثبت عن : المنتظم في الطبعة القديمة ٩ / ٨٤ ، وفي الطبعة الجديدة منه (١٧ / ١٥) «باجسري» وهو غلط. قال ياقوت : باجسرى : بكسر الجيم ، وسكون السين ، وراء ، والقصر بليدة في شرقي بغداد ، بينها وبين حلوان ، على عشرة فراسخ من بغداد. (معجم البلدان ١ / ٣١٣).
(٣) بعقوبا : بالفتح ثم السكون ، وضم القاف ، وسكون الواو ، والباء الموحّدة ، ويقال لها : باعقوبا أيضا. قرية كبيرة كالمدينة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ ، من أعمال طريق خراسان. (معجم البلدان ١ / ٤٥٣).