وكثرت جيوشه واستفحل أمره (١).
[سلطنة بركياروق على أصبهان]
وسار بركياروق في طلب عمّه (٢) ، فبيّته ليلة عسكر تتش ، فانهزم بركياروق في طائفة يسيرة ، ونهبت أثقاله ، فقصد أصبهان لمّا بلغه موت امرأة (٣) أبيه تركان ، ففتحوا له خديعة ، وقبضوا عليه ، وأرادت الأمراء أن يكحّلوه ، فاتّفق أنّ أخاه محمود بن السّلطان ملك شاه جدّر ، فقال لهم الطّبيب (٤) : ما رأيته يسلم ، فلا تعجلوا بكحل هذا ، وأنتم تكرهون أن يملك تاج الدّولة تتش. فدعوا هذا حتّى تنظروا في أمركم. فمات محمود في سلخ شوّال وله سبع سنين ، فملّكوا بركياروق ، ووزر له مؤيّد الملك بن نظام الملك ، لأنّ أخاه الوزير عزّ الملك مات بناحية الموصل مع السّلطان. فأخذ مؤيّد الملك يكاتب له الأمراء ويتألّفهم ، فقوي سلطانه وتمّ (٥).
[وفاة المستنصر بالله العبيدي]
وفيها مات المستنصر بالله الرّافضيّ صاحب مصر (٦).
__________________
(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٣٣ ، بغية الطلب (تراجم السلاجقة) ١٠٣ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٦٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٥ ، العبر ٣ / ٣١٥ ، دول الإسلام ٢ / ١٥ ، مرآة الجنان ٣ / ١٤٣ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٦ ، الروضتين ١ / ٦٦.
(٢) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٧ (وتحقيق سويّم) ٢٣.
(٣) في الأصل : «امرأت».
(٤) هو : أمين الدولة ابن التلميذ الطبيب ، كما في (الكامل ١٠ / ٢٣٤) و (نهاية الأرب ٢٦ / ٣٣٨).
(٥) تاريخ الفارقيّ ٢٦٤ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٣٤ ، ٢٣٥ ، تاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٩٥ ، زبدة التواريخ للحسيني ١٥٩ ، تاريخ دولة آل سلجوق ٨١ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٣٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٥ ، دول الإسلام ٢ / ١٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٦ ، ٧.
(٦) انظر عن وفاة (المتنصر بالله) في : تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٧ (وتحقيق سويّم) ٢٣ ، وأخبار مصر لابن ميسّر ٢ / ٣١ ، وذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٢٨ ، وتاريخ الفارقيّ ٢٦٧ ، (حوادث سنة ٤٨٩ ه.) ، وتاريخ مختصر الدول لابن العبري ١٩٥ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٢٣٧ ، وأخبار الدول المنقطعة لابن ظافر ٧٧ ، والمغرب في حلى المغرب ٧٧ و ٧٨ ، ونهاية الأرب ٢٨ / ٢٤٠ ـ ٢٤٣ ، والمختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٥ ، ودول الإسلام ٢ / ١٥ ، ومرآة الجنان ٣ / ١٤٥ و ١٤٨ ، وتاريخ ابن الوردي ٢ / ٧ ، والدرّة المضيّة ٤٤١ ، واتعاظ الحنفا ٢ / ٣٣٢ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ١٤٠ ، وحسن المحاضرة ٢ / ١٤ ، وتاريخ الخلفاء ٤٢٦ ، وبدائع الزهور ج ١ ق ١ / ٢٢٠.