التّركمان ، وخاض الفرات إليه. والتقى دقاق ورضوان بقنّسرين ، فانهزم دقاق وجمعه ، ونهبوا ، ورجعوا بأسوإ حال. ثمّ قدّم رضوان في الخطبة على أخيه بدمشق ، واصطلحا (١).
[الخطبة للمستعلي بالله بولاية رضوان بن تتش]
وفيها خطب للمستعلي بالله المصريّ في ولاية رضوان بن تتش ، لأنّ جناح الدّولة زوج أمّ رضوان رأى من رضوان تغيّرا ، فسار إلى حمص ، وهي يومئذ له ، فجاء حينئذ ياغي سيان إلى حلب ، وصالح رضوان. وكان لرضوان منجّم باطنيّ اسمه أسعد ، فحسّن له مذهب المصريّين ، وأتته رسل المستعلي تدعوه إلى طاعته ، على أن يمدّه بالجيوش ، ويبعث له الأموال ليتملّك دمشق ، فخطب للمستعلي بحلب ، وأنطاكية ، والمعرّة ، وشيزر شهرا. فجاءه سقمان ، وياغي سيان ، فأنكرا عليه وخوّفاه ، فأعاد الخطبة العبّاسيّة (٢).
[منازلة الفرنج أنطاكية]
وردّ ياغي سيان إلى أنطاكية ، فما استقرّ بها حتّى نازلتها الفرنج يحاصرونها (٣).
وكانوا قد خرجوا في هذه السّنة في جمع كثير ، وافتتحوا نيقية ، وهو أوّل بلد افتتحوه ، ووصلوا إلى فامية ، وكفر طاب ، واستباحوا تلك النّواحي (٤). فكان هذا أوّل مظهر من الفرنج بالشّام. قدموا في بحر القسطنطينيّة في جمع عظيم ، وانزعجت الملوك والرّعيّة ، وعظم الخطب ، ولا سيما سلطان بلاد الروم سليمان ، فجمع وحشد ، واستخدم خلقا من التّركمان ، وزحف إلى معابرهم ،
__________________
(١) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٦٩ ، زبدة الحلب ٢ / ١٢٥ ، ١٢٦ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٧٢ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٩ ، ٢١٠ ، العبر ٣ / ٣٢٧ ، دول الإسلام ٢ / ١٩ ، مرآة الجنان ٣ / ١٥٢.
(٢) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٩ (وتحقيق سويّم) ٢٥ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٦٩ ، ٢٧٠ ، زبدة الحلب ٢ / ١٢٧ ، ١٢٨ ، نهاية الأرب ٢٣ / ٢٥٥ و ٢٧ / ٧٢ ، ٧٣ و ٢٨ / ٢٤٦ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢١٠ ، العبر ٣ / ٣٢٩ ، ٣٣٠ ، مرآة الجنان ٣ / ١٥٢ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ١٠ ، تاريخ الخلفاء ٤٢٧.
(٣) نهاية الأرب ٢٧ / ٧٣ ، الإعلام والتبيين ٨.
(٤) العبر ٣ / ٣٢٨.