[وزارة ابن جهير]
واستوزر الكافي ابن فخر الدّولة بن جهير ، أتاه من جزرة ابن عمر (١).
[وقعة المضيّع]
وكان قد تغلّب على الموصل إبراهيم بن قريش أخو شرف الدّولة ، فعمل معه مصافّا ، وتعرف بوقعة المضيّع (٢) ، فكان هو في ثلاثين ألفا ، وكان تتش في عشرة آلاف ، فتمّت الكسرة على جيش إبراهيم ، وأخذ أسيرا. ثمّ قتل صبرا (٣).
وقيل إنّ تقدير القتلى من الفريقين عشرة آلاف ، وامتلأت الأيدي من السّبي والغنائم ، حتّى أبيع الجمل بدينار ، وأمّا الغنم فقيل : أبيعت مائة شاة بدينار. ولم يشاهد أبشع من هذه الوقعة. وقتل بعض نسوان العرب أنفسهنّ خوف الفضيحة (٤) ، ومنهنّ من غرّقت نفسها.
وأقرّ تتش على الموصل الأمير عليّ بن شرف الدّولة وأمّه صفيّة (٥) ، وهي عمّة تتش (٦) ، ثمّ بعث إلى بغداد يطلب تقليدا بالسّلطنة ، وساعده كوهرائين (٧) ، فتوقّفوا قليلا (٨).
__________________
(١) المنتظم ٩ / ٧٧ (١٦ / ٥) ، تاريخ الفارقيّ ٢٣٦ ، الفخري لابن طباطبا ٢٩٦ ، ٢٩٧ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٦٧ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٤٤ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٠ و ٥ / ١٥.
(٢) في الأصل : «المصنع» ، وهو تحريف. والتصحيح من : الكامل ١٠ / ٢٢١ وفيه : «المضيّع من أعمال الموصل». ومثله في : التاريخ الباهر ١٢ ، وفي المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٤ «المضيّح» بالحاء المهملة. ولم يذكره ياقوت في معجم البلدان ، بل ذكر «المضيّح» : جبل بنجد ، أو هضب ماء بأرض اليمن. (معجم البلدان ٥ / ١٤٦) ، وفي مرآة الجنان ٣ / ١٤٢ «المصنع».
(٣) تاريخ الفارقيّ ٢٣٣ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٢١ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٤ ، العبر ٣ / ٣١٠ ، دول الإسلام ٢ / ١٤ ، مرآة الجنان ٣ / ١٤٢.
(٤) ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٢٢ ، ١٢٣ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٢١ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٦٧ ، مفرّج الكروب ١ / ٢٤ ، الدرّة المضيّة ٤٣٣.
(٥) تحرّف اسمها في تاريخ ابن الوردي ٢ / ٦ إلى : «ضيفة».
(٦) نهاية الأرب ٢٧ / ٦٧ ، العبر ٣ / ٣١٠ ، مرآة الجنان ٣ / ١٤٢ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٦.
(٧) في العبر ٣ / ٣١٠ : «كوهرابين».
(٨) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٢١ ، ٢٢٢ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٨٠ ، ٤٨١ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٦.