حلب ، وتملّكها بعد أبيه (١) ، وجعل زوج أمّه جناح الدّولة حسين بن أيدكين (٢) أتابكه ومدبّر دولته ، فأحسن السّياسة (٣).
وصالحهم صاحب أنطاكية ياغي سيان التّركمانيّ ، فقصدوا ديار بكر ، والتفّ عليهم نوّاب الأطراف الّذين لتتش ، فساروا (٤) يريدون سروج ، فسبقهم إليهم الأمير سقمان بن أرتق ، فحكم عليها (٥).
ثمّ ملك رضوان الرّها ، ووهبها لصاحب أنطاكية. ثمّ وقع بينهم اختلاف ، فسار جناح الدّولة مسرعا إلى حلب ، ثمّ قدم رضوان (٦).
[تملّك دقاق دمشق]
وأمّا أخوه دقّاق الملك فإنّه كان في خدمة عمّه السّلطان ملك شاه ، وهو صبيّ قد خطب ابنة السّلطان. وسار بعد موت عمّه مع تركان إلى أصبهان. ثمّ خرج إلى بركياروق ، فصار معه ، ثمّ هرب إلى أبيه. وحضر مقتل أبيه ، وهرب مع بعض المماليك إلى حلب ، فبقي مع أخيه ، فراسله الخادم ساوتكين متولّي قلعة دمشق سرّا ، يدعوه ليملّكه ، فهرب ، وأرسل أخوه وراءه فوارس ، فلم يدركوه ، وفرح الخادم بقدومه ، وتملّك دمشق (٧).
__________________
(١) المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٦ ، مرآة الجنان ٣ / ١٤٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٧.
(٢) في الكامل ١٠ / ٢٤٦ «أيتكين» ، ومثله في نهاية الأرب ٢٧ / ٧٠.
(٣) بغية الطلب لابن العديم (تراجم تاريخ السلاجقة) ١٢١ و ١٣٨ ، زبدة الحلب ٢ / ١٢٠ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٦٩ ، ٧٠ ، دول الإسلام ٢ / ١٧ ، الدرّة المضيّة ٤٤٤.
(٤) في الأصل : «فسار».
(٥) نهاية الأرب ٢٧ / ٧٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٦.
(٦) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٧ (وتحقيق سويّم) ٢٤ ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٣٢ ، تاريخ الفارقيّ ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٤٦ ، ٢٤٧ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٧٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٦ ، ٢٠٧ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٧.
(٧) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٧ (وتحقيق سويّم) ٢٣ ، ٢٤ ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٣٠ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٤٧ ، ٢٤٨ ، تاريخ الفارقيّ ٢٤٥ ، زبدة الحلب ٢ / ١٢٠ ، ١٢١ ، بغية الطلب (مخطوط) ٨ / ١٧٦ ، نهاية الأرب ٢٧ / ٧١ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٧ ، العبر ٣ / ٣١٩ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٤٨ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٧ ، ٨ ، الدرّة المضيّة ٤٤٤.