فدخلها وأراد نهبها ، فمنعه أمير معه ، فجاء الخبر بقتل تتش ، فترحّل إلى الشّام (١).
[مقتل تاج الدولة تتش]
وذلك أن تتش لمّا هزم بركياروق ، سار بركياروق فحاصر همذان ، ثمّ رحل عنها ، ومرض بالجدريّ. وقصد تتش أصبهان ، وكاتب الأمراء يدعوهم إلى طاعته ، فتوقّفوا لينظروا ما يكون من بركياروق. فلمّا عوفي فرحوا به ، وأقبلت إليه العساكر ، حتّى صار في ثلاثين ألفا ، والتقى هو وتتش بقرب الرّيّ ، فانكسر عسكر تتش ، وقاتل هو حتّى قتل ، قتله مملوك لقسيم الدّولة ، وأخذ بثأر مخدومه (٢).
[تفرّد بركياروق بالسلطنة]
وانفرد بركياروق بالسّلطنة ، ودانت له الممالك بعد أن انهزم من عمّه بالأمس في نفر يسير إلى أصبهان ، ولو اتّبعه عشرون فارسا لأسروه ، لأنّه بقي على باب أصبهان أيّاما ، ثمّ خدعوه وفتحوا له ، ثمّ قبضوا عليه وهمّوا بكحله ، فحمّ أخوه محمود وجدّر ومات ، فملّكوه عليهم ، وشرعت سعادته (٣).
[تملّك رضوان بن تتش حلب]
وقد كان تتش بعث إلى ولده رضوان يأمره بالمجيء إلى بغداد ، وينزل بدار السّلطنة ، فسار في عسكر كبير ، فلمّا قارب هيت (٤) جاءه نعي أبيه ، فردّ إلى
__________________
(١) المنتظم ٩ / ٨٤ (١٧ / ١٥) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٤٤ ، دول الإسلام ٢ / ١٧.
(٢) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٧ (وتحقيق سويّم) ٢٣ ، المنتظم ٩ / ٨٥ (١٧ / ١٥) ، ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٣٠ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٤٤ ، ٢٤٥ ، تاريخ الفارقيّ ٢٤٤ ، زبدة التواريخ للحسيني ١٦٠ ، ١٦١ ، زبدة الحلب ٢ / ١١٩ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٣٩ و ٢٧ / ٦٩ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٦ ، العبر ٣ / ٣١٩ ، دول الإسلام ٢ / ١٧ ، مرآة الجنان ٣ / ١٤٥ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٤٨ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ١٦ ، ١٧ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٧ ، الدرّة المضيّة ٤٤٤ ، مآثر الإنافة ٢ / ١٩ ، ٢٠ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٥٥.
(٣) تاريخ الفارقيّ ٢٤٤ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢٤٥ ، زبدة التواريخ ١٦١ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٣٩ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٥ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٧.
(٤) هيت : بالكسر. بلدة على الفرات من نواحي بغداد.