وبلغ ذلك عثمان بن نظام الملك (١) ، فشغب عليهم سائر الغلمان الصّغار ، وقال :هذا قاتل أستاذكم. ففتكوا به ، وقطّعوه في المحرّم سنة ستّ (٢).
وكان كثير المحاسن والفضائل وإنما غطّى ذلك ممالأته على قتل نظام الملك ، ولأنّ مدّته لم تطل. وعاش سبعا وأربعين سنة (٣).
[إيقاع عرب خفاجة بالركب العراقي]
وأمّا عرب خفاجة فطمعوا بموت السّلطان ، وخرجوا على الركب العراقيّ ، فأوقعوا بهم ، وقتلوا أكثر الجند الّذين معهم ، ونهبوا الوفد ، ثمّ أغاروا على الكوفة ، فخرجت عساكر بغداد وتبعتهم حتّى أدركتهم ، فقتل من خفاجة خلق ، ولم تقو لهم شوكة بعدها (٤).
[حريق بغداد]
وفيها كان الحريق المهول ببغداد ، وكان من الظّهر إلى العصر.
قال صاحب «الكامل» : واحترق من النّاس خلق كثير ، واحترق نهر معلّى ، من عقد الحديد إلى خزانة (٥) الهرّاس ، إلى باب دار الضّرب ، واحترق سوق الصّاغة ، والصّيارف ، والمخلّطين ، والرّيحانيّين. وركب الوزير عميد الدولة (٦) بن جهير وأتى ، فما زال راكبا حتّى أطفئ (٧).
__________________
(١) في الكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٦ : «عثمان نائب نظام الملك».
(٢) المنتظم ٩ / ٦٣ (١٦ / ٣٠١) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٦ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٣٧ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٧٩ و ٥ / ١٤ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٦.
(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٦ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٣.
(٤) تاريخ حلب للعظيميّ (بتحقيق زعرور) ٣٥٦ (وتحقيق سويّم) ٢٣ ، المنتظم ٩ / ٦٣ (١٦ / ٣٠١) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٧ ، العبر في خبر من غبر ٣ / ٣٠٧ ، دول الإسلام ٢ / ١٤ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٢٢ ، مرآة الجنان ٣ / ١٣٥ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٣٩.
(٥) هكذا في الأصل ، وفي المنتظم : «خرابة» ، وفي الكامل : «خربة».
(٦) في الأصل : «عميد الله». والتصحيح من : المنتظم ، والكامل.
(٧) المنتظم ٩ / ٦١ (١٦ / ٢٩٩) ، الكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٧ ، ٢١٨ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٣٩.