فقدم دمشق في سنة اثنتين وسبعين ، وقتل أتسز في تلك الأشهر ، وملك دمشق ، وقيل إنّه كان حسن السّيرة. وبقي على دمشق إلى صفر سنة ثمان هذه ، فقتل بمدينة الرّيّ.
وكان قد سار من دمشق إلى خراسان عند ما سمع بموت أخيه السّلطان ملك شاه ليتملّك ، فلقيه ابن أخيه السّلطان ملك شاه لتملّك ، فلقيه ابن أخيه بركياروق ، فقتل تتش في المعركة ، وتسلطن بعده بدمشق ابنه دقاق الملقّب شمس الملوك ، أخو فخر الملوك رضوان.
وكان تتش معظّما للشّيخ أبي الفرج الحنبليّ. وقد جرت في مجلسه بدمشق مناظرة عقدها لأبي الفرج وخصومه في قولهم : إنّ القرآن يسمع ويقرأ ويكتب ، وليس بصوت ولا حرف. فقال الملك : هذا مثل قول من يقول هذا قباء ، وأشار إلى قبائه (١) ، على الحقيقة ، وليس بحرير ، ولا قطن ، ولا كتّان.
وهذا الكلام صدر من تركيّ أعجميّ ، فأيّد الله شرف الإسلام أبا الفرج ، فجاهد في الإسلام حقّ جهاده ، ثمّ خلّف ولدا نجيبا عالما سيفا مسلولا على المخالفين ، وهو شرف الإسلام عبد الوهّاب.
ـ حرف الجيم ـ
٢٥٩ ـ جعفر بن عبد الله بن جحّاف (٢).
أبو أحمد المعافريّ ، قاضي بلنسية ورئيسها في الفتنة.
سمع : أبا عمر بن عبد البرّ.
صارت إليه ولاية بلنسية بعد خلع القادر بن ذي النّون وقتله على يديه ، فلم تحمد دولته.
امتحن بالكنبيطور الكلب الّذي أخذ بلنسية ، فأخذ ماله وعذّبه ، وأحرقه بالنّار.
__________________
(١) في الأصل : «بقاءه».
(٢) لم أجد مصدر ترجمته.