برجين (١) التي فيها الخزائن صعد إليها ليفرّق فيهم ، فأغلقها وعصى على تركان فنهبت العساكر أثقاله ، وذهبت هي إلى أصبهان. فندم ولحقها ، وزعم أنّ متولّي القلعة حبسه ، وأنّه هرب منه ، فقبلت عذره (٢).
وأمّا بركياروق (٣) ففارق أصبهان ، وبادر إلى الرّيّ ، وانضمّ إليه فرقة من العسكر ، وأكثرهم من المماليك النّظامية ، لبغضهم لتاج الملك لأنّه كان عدوّا لمولاهم ، وهو المتّهم بقتله ، فنازلوا قلعة طبرك ، وأخذوها عنوة (٤).
[انهزام عسكر تركان وأسر تاج الملك]
وجهّزت تركان عساكرها لحربهم ، فالتقى الجمعان بناحية بروجرد ، فخامر طائفة ، والتفّوا أيضا على بركياروق (٥) ، واشتدّ الحرب. ثمّ انهزم عسكر تركان ، وساق بركياروق في أثرهم ، فنازل أصبهان في آخر السّنة (٦).
وأسر بعد الوقعة تاج الملك ، فأتي به بركياروق وهو على أصبهان ، فأراد أن يستوزره (٧).
[مقتل تاج الملك]
وأخذ تاج الملك في إصلاح كبار النّظامية ، وفرّق فيهم مائتي ألف دينار ،
__________________
(١) في الأصل : «بزحين» ، ولم أجدها في معاجم البلدان.
(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٥ ، زبدة التواريخ ١٥٧ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٣٦ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٧٩.
(٣) في الروضتين ١ / ٦٥ «بكياروق» والمثبت هو الصحيح ، وقد جوّده ابن خلّكان فقال بركياروق :
بفتح الباء الموحّدة ، وسكون الراء والكاف ، وفتح الياء المثنّاة من تحتها ، وبعد الألف راء مضمومة ، وواو ساكنة وقاف. (وفيات الأعيان ١ / ٢٦٨ ، ٢٦٩).
(٤) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٥ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٣٧ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٣ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٥.
(٥) تاريخ الزمان لابن العبري ١٢١ ، ويقال : «بركيارق». بحذف الواو. (مآثر الإنافة ٢ / ٤ ، صبح الأعشى ٤ / ٤٤٧).
(٦) الكامل في التاريخ ١٠ / ٢١٥ ، ٢١٦ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٣٦ ، المختصر في أخبار البشر ٤ / ٢٠٣ ، تاريخ ابن خلدون ٣ / ٤٧٩ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٥ ، ٦.
(٧) الكامل ١٠ / ٢١٦ ، نهاية الأرب ٢٦ / ٣٣٧ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ٢٠٣.