فأمّا :٢٢٤ ـ البكريّ صاحب القصص ، فهو أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد البكريّ (١).
كان أيضا في هذا الزّمان أو قبله. وإليه المنتهى في الكذب والاختلاق ، ومن طالع تواليفه جزم بذلك (٢).
٢٢٥ ـ عبد الله بن عطاء بن أبي أحمد بن بكر البغاورديّ (٣).
__________________
= وكان البكري أميرا بساحل كورة لبلة ، وصاحب جزيرة شلطيش ، بلد صغيرة من قرى إشبيلية.
وكان متقدّما من مشيخة أولي البيوت وأرباب النعم بالأندلس ، فغلبه ابن عبّاد على بلده وسلطانه ، فلاذ بقرطبة ، ثم صار إلى محمد بن معن صاحب المريّة ، فاصطفاه لصحبته وآثر مجالسته والأنس به ، ووسّع راتبه. وكان ملوك الأندلس تتهادى مصنّفاته.
ومن شعره :
وما زال هذا الدهر يلحن في الورى |
|
فيرفع مجرورا ويخفض مبتدا |
ومن لم يحط بالناس علما فإنني |
|
بلوتهم شتّى مسودا وسيّدا |
وكان معاقرا للراح لا يصحو من خمارها يدمنها أبدا ، فلما دخل رمضان قال يخاطب نديمين له :
خليليّ إنّي قد طربت إلى الكاس |
|
وتقت إلى شمّ البنفسج والآس |
فقوما بنا نلهو ونستمع الغنا |
|
ونسرق هذا اليوم سرّا من الناس |
فإن نطقوا كنّا نصارى ترهّبوا |
|
وإن غفلوا عدنا إليهم من الرأس |
وليس علينا في التعلّل ساعة |
|
وإن رتعت في عقب شعبان من باس |
(الوافي بالوفيات ١٧ / ٢٩١) وانظر : المغرب في حلي المغرب ١ / ٣٤٨ ، والحلّة السيراء ٢ / ١٨٧.
(١) انظر عن (أحمد بن عبد الله) في : المغني في الضعفاء ١ / ٤٥ رقم ٣٣٨ ، وميزان الاعتدال ١ / ١١٢ رقم ٤٤٠ ، ولسان الميزان ١ / ٢٠٢ رقم ٦٣٩.
(٢) قال المؤلّف الذهبي ـ رحمهالله ـ في (ميزان الاعتدال ١ / ١١٢) :
«ذاك الكذّاب الدجّال واضع القصص التي لم تكن قطّ ، فما أجهله وأقلّ حياه. وما روى حرفا من العلم بسند ويقرأ له في سوق الكتبيين كتاب «ضياء الأنوار» و «رأس الغول» و «شرّ الدهر» ، وكتاب «كلندجة» ، «حصن الدولاب» ، وكتاب «الحصون السبعة» ، وصاحبها هضام بن الحجاف ، وحروب الإمام عليّ معه ، وغير ذلك».
زاد ابن حجر :«ومن مشاهير كتبه «الذروة في السيرة النبويّة» ما ساق غزوة منها على وجهها بل كل ما يذكره لا يخلو من بطلان إمّا أصلا وإمّا زيادة» (لسان الميزان ١ / ٢٠٢).
(٣) انظر عن (عبد الله بن عطاء) في : الأنساب ٣ / ٢١٤ ، ٢١٥ (بالحاشية) ، والتقييد لابن نقطة ٣٢٤ رقم ٣٨٨ وفيه : «البغاورداني».