لملكشاه في تصيّده. فأخذ وأحضر عند ملك شاه ، فقرّره ، فأنكر ، فأمر بضربه ، فأقرّ وأخرج الكتب ، فلمّا فتحها وقرأها تخيّل (١) من أمرائه ، وكتم ذلك عنهم خوف الوحشة ، ورجع من وجهه.
وكان إبراهيم يكتب في العام ختمة ، ويهديها ويتصدّق بثمنها. وكان يقول : لو كنت بعد وفاة جدّي محمود لما ضعف ملكنا ، ولكنّي الآن عاجز أن أستردّ ما أخذ منّا من البلاد لكثرة جيوشهم (٢).
[ولاية جلال الدّين مسعود الملك]
وقام في الملك بعده ولده جلال الدّين مسعود ، الّذي كان أبوه زوّجه بابنة السّلطان ملك شاه ، وناب نظام الملك في عرسه عليها مائة ألف دينار (٣).
[منازلة متولّي حلب لشيزر]
وفيها جمع آق سنقر متولّي حلب العساكر ، ونازل شيزر ، ثمّ صالحه صاحبها ابن منقذ (٤).
[وفاة الملك أحمد بن ملك شاه]
وفيها مات الملك أحمد بن السّلطان ملك شاه ، وله إحدى عشرة سنة ، وكان قد جعله وليّ عهد أوّل ، ونثر الذّهب على الخطباء في البلاد عند ذكره. فلمّا مات عمل عزاؤه ببغداد سبعة أيّام بدار الخلافة ، ولم يركب أحد فرسا ، وناح النّساء في الأسواق عليه ، وكان منظرا فظيعا (٥).
__________________
(١) في طبعة صادر من «الكامل» ١٠ / ١٦٧ «تحيّل» ، بالحاء المهملة.
(٢) الكامل في التاريخ ١٠ / ١٦٧ ، ١٦٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٩ وفيه : «وقيل بل كانت وفاته سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة وهو الأقوى ، ولكن تابعنا ابن الأثير وإيراده وفاة المذكور في هذه السنة» ، دول الإسلام ٢ / ١٠ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٣ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٢١.
(٣) الكامل في التاريخ ١٠ / ١٦٨ ، دول الإسلام ٢ / ١٠ ، مآثر الإنافة ٢ / ٨.
(٤) تاريخ حلب للعظيميّ (تحقيق زعرور) ٣٥٤ (وتحقيق سويّم) ٢١ ، الكامل في التاريخ ١٠ / ١٦٨ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٩٩ ، تاريخ ابن الوردي ٢ / ٣ ، وانظر : الدرّة المضيّة ٤٣١ ، ومفرّج الكروب ١ / ١٩ ، ٢٠ ، الروضتين ١ / ٦١.
(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ١٦٩.