هذه التحيات وكل هذا السلام ولا يردّ عليها؟!!
٢. إنّ النبيّ الأكرم أَمَر ـ في معركة بدر ـ بأن تلقى أجسادُ المشركين في بئر (قليب) ثمّ وَقَفَ يُخاطبهم قائلاً : لَقَد وَجَدْنا ما وَعَدنا ربُّنا حقاً ، فهل وَجَدتُم ما وَعَدَكم ربُّكم حَقاً؟
فقال أحدُ أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا رسولَ الله أتكلم الموتى؟!
فقالَ النبيُ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ما أنْتُمْ بأَسمعَ مِنْهُمْ» (١).
٣. لقد ذَهَبَ رسولُ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى البقيع مراراً وقال مخاطباً أَرواح الراقدين في القبور والأجداث : «السّلامُ على أهلِ الدّيار مِن المؤمِنين والمؤمِنات».
وفي رواية كان يقولُ : «السلامُ عليكمْ دارَ قومٍ مؤمِنين» (٢).
٤. روى البخاريُ في صحيحهِ أنّه لما تُوفّي النبيُ صلىاللهعليهوآلهوسلم دخل أبو بكر حجرة عائشة ثمّ ذهبَ إلى حيث سُجِّيَ رسولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فكَشَفَ عن وجهِ رسولِ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقَبَّلهُ ثمّ قال وهو يَبكي : بأَبي أنتَ يا نبيَّ الله ؛ لا يجمعُ اللهُ عليكَ موتَتَين أمّا الموتة الأُولى التي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فقد متّها (٣).
وإذا لم يكن لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حياةٌ برزخيّةٌ ، ولم يكن بينه وبيننا أيُّ ارتباط فكيف خاطَبَه أبو بكر قائِلاً : يا نبيّ الله؟!
__________________
(١). صحيح البخاري ، ج ٥ ، باب قتل أبي جهل ؛ والسيرة النبويّة لابن هشام : ٢ / ٢٩٢ وغيره.
(٢). صحيح مسلم ، ج ٢ ، باب ما يقال عند دخول القبر.
(٣). صحيح البخاري ج ٢ كتاب الجنائز ص ١٢ ؛ والسيرة النبويّة لابن هشام ٤ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦.