الأصلُ الرابعُ والأربعُون : العدل من الصفات الجمالية
يعتقدُ المسلمون جميعاً بعدل الله تعالى والعَدلُ من الصفات الإلهيّة الجماليّة.
وَيَنطلقُ هذا الاعتقادُ مِن نفي القرآن لأيّ نوعٍ من أنواعِ الظُّلْم عَنِ اللهِ تعالى ، ووَصفِه بكونهِ «قائماً بالقِسط» كما يقول : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) (١).
ويقول أيضاً : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً) (٢).
ويقولُ كذلك : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ) (٣).
إنّ العقل ـ مضافاً إلى الآيات المذكورة ـ يحكم بوضوح بالعَدلِ الإلهيّ لأنَّ العَدْلَ صفةُ كمالٍ ، والظلمُ صفةُ نقصٍ ، والعقلُ يحكمُ بأنّ الله تعالى مُستجمعٌ لجميع صفاتِ الكمالِ ، منزَّهٌ عن كلّ عيبٍ ونقصٍ في مقام
__________________
(١). النساء / ٤٠.
(٢). يونس / ٤٤.
(٣). آل عمران / ١٨.